أقلام حرة

عيب يا وزير الصحة

نشر موقع بوابة فيتو مقالاً لرياض سيف النصر بعنوان : ( عيب يا وزير الصحة ) ، وجاء كالتالي :

مبادرة جيدة تحسب لوزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين، بزياراته المفاجئة لمستشفيات الصحة بالمحافظات، يتابع بنفسه خلالها مستوى الخدمات التي تقدم للمرضى.. ويتخذ قرارات فورية تعالج أوجه القصور، ويحاسب إدارات المستشفيات على الأخطاء، ويكافئ المجدين.

لكن ما جرى في زيارته الأخيرة لمستشفيات الصحة بمحافظة البحيرة، يخرج عن هذا الإطار، ولا يساعد على الارتقاء بالخدمات الصحية، بل يؤدي إلى مزيد من الإحباط بين الأطباء.

الزيارة كانت مفاجئة.. وبعد جولة في مستشفيات المحافظة اكتشف الوزير مخالفات لا يمكن السكوت عليها، منها وجود أدوية منتهية الصلاحية في صيدلية المستشفى الشامل بكفر الدوار، التي أعلن الوزير أنها تقوم بالتصرف في الأدوية بالبيع خارج المستشفى، ووجه للأطباء الاتهام بتعطيل الأجهزة، وعدم صرف الأدوية للمرضى، خصوصا في قسم العلاج على نفقة الدولة!، وقد كشف الوزير- كما أعلن في الصحف التي تابعت جولته المفاجئة- عن عدم توافر الأدوية والمستلزمات الطبية بمخازن المديرية.

الاتهامات خطيرة ولا يمكن السكوت عليها، وقد واجه الوزير الدكتور علاء عثمان وكيل الوزارة بالبحيرة بها، وحمله المسئولية عن كافة تلك المخالفات التي تصل إلى حد الجريمة، وحمله مسئولية تلك الأخطاء.. وقرر تحويله للتحقيق بمعرفة الشئون القانونية بالوزارة.. ولم يتمالك الوزير أعصابه، ووجه للرجل إهانات بالغة أمام الأطباء والعاملين في الإدارات الصحية، وقذف في وجهه زجاجة دواء منتهية الصلاحية.. ثم غادر المستشفى.

ولا يختلف أحد على أن من حق الوزير إحالة الرجل للتحقيق، بل إن من واجبه اتخاذ هذا الإجراء حفاظا على حقوق المواطنين في الحصول على رعاية صحية مناسبة، بعد أن أصبح الحصول عليها مجرد أحلام لا علاقة لها بالواقع، الذي يشهد تدهورا غير مسبوق في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين.

لكن ما ليس من حق الوزير أن يوجه للرجل إهانات بالغة دون أن يتم التحقيق معه.. ويثبت أنه يتحمل المسئولية عن تلك الأخطاء، ويتخذ ضده الإجراء الذي يتناسب مع الأخطاء التي ارتكبت، أما أن يعامل وكيل وزارة الصحة بالبحيرة بهذا الأسلوب، الذي لا يمكن وصفه إلا بأنه بعيد عن اللياقة، فهو ما يعتبر تجاوزا من الوزير لا يمكن قبوله.

الغريب أن الوزير سرعان ما تراجع عن قراره بالتحقيق مع وكيل الوزارة لأسباب غير معلومة، قيل إنه استمع إلى الرجل على مائدة عشاء دعا إليها محافظ البحيرة، واكتشف أنه بريء من تلك الاتهامات، ولم يراع الوزير أن الرجل مستمر في عمله، وربما لن يستطيع التعامل مع مرؤوسيه الذين شهدوا تلك الواقعة.

زر الذهاب إلى الأعلى