نشر موقع المصري اليوم مقالاً للكاتبة “ دينا عبد الكريم ” تحت عنوان ( ضد المواطن ) .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- يستيقظ المواطن ليحضّر أبناءه للذهاب للمدرسة يحضّر لهم وجبة الصباح التي قلت جودتها بسبب ارتفاع الأسعار ، وينظر لما يُعطي لأولاده في صمت وقلة حيلة .. ثم يحمّلهم حقائب دراسية تزن (10) كجم أو أكثر ويتذكر ساخراً كم مرة سمع تصريحات وزارية عليا بتطوير التعليم والمناهج .. يَنظر لظهور الأبناء المحنية ويصمت مرة أخرى متمنياً لهم غداً أفضل من ضيق اليوم .. يخرج إلى الشوارع مُمنّياً نفسه فقط ألا يموت في حادث سير ، يعمل ساعات طويلة بنفس الأجر القليل الذي كان قليلاً قبل تضاعف الأسعار ، والآن أصبح كوميدياً ومضحكاً يأخذه راضياً ، إذ كيف يجرؤ على المطالبة بزيادة ورب العمل يُعاني من تهديدات الإغلاق بسبب قرارات الحكومة التي تعتبره هو أيضاً سارقاً ولصاً ، وترحب بانسحابه من المشهد لا بمساعدته على تخطي أزماته أيضاً .
- يصمت وهو يأخذ أجره الزهيد ويذهب سريعاً بعد العمل لشراء حاجات المنزل قليلة الجودة بضعف الثمن ، ثم يختتم جولته خارج المنزل بالمرور على الصيدلية التي يسألها مجدداً عن الدواء فتجيبه بأنه ( ناقص ) رغم أن المواطن يعلم أن نقص الدواء صراع جديد بين الحكومة التي فوجئت بارتفاع سعر الخامات ، وشركات الدواء التي تناضل لأجل حماية صناعتها .. وأخيراً يعود هذا المواطن إلى بيته مهزوماً في معارك عدة ، ليشارك أبناءه تحدياتهم ويسمع شكاوى زوجته ويصمت وينام ، ليكرر كل هذا من جديد .
- أضع هذه الصورة أمام حكومتنا ومشرعي القوانين وواضعي الخطط في بلادنا .. نفهم أن هناك أزمة اقتصادية وضغوطاً سياسية ندفع ثمنها جميعاً ، ونتحملها حُباً في أوطاننا .. إنما أن ندفع ثمن حكومة تعمل ضد المواطـن فتلك فاتورة لن يدفع ثمنها سوى الحكومة التي ستجني مواطناً يعمل ضد الحكومة .