نشر موقع المصري اليوم مقالاً للكاتبة ” سحر الجعارة ” تحت عنوان الا القوات المسلحة ، جاء فيه الآتي :
منذ ثورة يناير ونحن نواجه حرب إعلامية ممنهجة ، ربما لم ننتبه آنذاك للحروب النفسية التي تعرضنا لها ، ومع الوقت أسفرت قطر عن وجهها القبيح ، وأصبحت قناة الجزيرة منصة لقصف القوات المسلحة ، وسخرت كل تقنياتها لفبركة فيديوهات تسيء للجيش ، وحاولت إحداث وقيعة بين الجيش والشعب .
قناة الجزيرة هي الذراع الإعلامية للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش ، أما تنظيم الدولة نفسه في بعض الأحيان فقد تحول لواجهة لجماعة الإخوان التي تترنح وتواجه انقسامات داخلية .. لكن المخطط هو نفسه والهدف واحد ، الهدف هو أن تظل مصر ضعيفة ، لا تسقط ولا ترفع هامتها ، تواجه حرب مفتوحة على مختلف الجبهات ، عسكرية واقتصادية وإعلامية ، يعيش شعبها في دائرة الخوف ، ينام ويصحو على صوت الانفجارات .. للتشويش على نجاحات الجيش المتواصلة ضد العناصر الإرهابية في شمال سيناء ورفح والعريش وجبل الحلال .
سيناريو إسقاط الدولة كما تخطط له أجهزة الاستخبارات الإقليمية يسعى لإنهاك الجيش وخلخلة الثقة الواسعة فيه ، وزرع الفتنة باستهداف الأقباط ، والدعاية السوداء التي تعتمد على فبركة فيديوهات مسيئة للجيش بدأت بفيلم حكايات التجنيد الإجباري في مصر .. حتى وصلت إلى صاعقات القلوب الذي يُظهر عمليات قنص بحق جنود الجيش بسيناء .
في محاولة دنيئة لتبديد جهود جنودنا على الحدود كان تفجير كنيستي ( مار جرجس / مار مرقس ) ، مما اضطر الرئيس لإصدار قرار بتولي الجيش مسئولية تأمين المنشآت الحيوية في الداخل .
الآن تحاول الدولة اللقيطة قطر استهداف الروح المعنوية لجنودنا ، تشكيك الشعب في بسالة جنوده ، فالجيش المصري هو الرقم الصعب في الشرق الأوسط ، بعد أن تحطم الجيش العراقي ، وتفكك الجيش السوري بمشاركة قطرية – تركية .. بينما قواتنا المسلحة ظلت صامدة تقاتل بفروسية وبسالة ، فهي الدرع الواقي للأمة العربية التي تحفظ التوازنات الدولية والإقليمية وتحبط مخططات خريطة حدود الدم .
لدينا شهداء كثر من ( الجيش / الشرطة ) ومن المدنيين ، لكننا شعب محارب بالفطرة ، قد يختلف مع حكومته لكن جميعنا صف واحد خلف جيشنا ، صاعقات القلوب ما هو إلا تمثيلية سخيفة مملة ، تظهر بعض القناصين يغتالون جنودنا في مشاهد فاشلة ، إنه كذبة مفضوحة بإخراج ركيك ، تؤكد أن داعش تكبد خسائر كبيرة لوجيستية على صعيد التسليح والتمويل ، ويظهر ذلك من نوعية بنادق القنص القديمة التي يستخدمها في مقطع الفيديو .. ولذلك يغازل جهات التمويل التي تمد شرايينه بأموال أجهزة الاستخبارات الإقليمية التي تعمل ضد مصر .
بالفيديو بصمات تقنيات عالية في الإخراج تمتع بها التنظيم في ( سوريا / العراق ) وحتى في ليبيا ، بسبب الدعم الاستخباراتي ووجود عناصر أوروبية تجيد إخراج هذه الأفلام وسط صفوفها ، وهذا لا يتوفر لفرع داعش بسيناء ، مما يؤكد أن إخراج المشاهد بهذه التقنية تم خارج مصر .
صاعقات القلوب دعاية وهمية تروج لخلايا الذئاب المنفردة التي نفذت تفجيرات كنيستي ( مار جرجس / مار مرقس ) ، لكنها تعكس الاهتزاز بين صفوف التنظيم والسعي لتثبيتهم ، حتى الآن لم تفلح عناصر التنظيم المندسة في إشعال فتنة طائفية ، رغم استهداف الأقباط المؤلم والمفزع ، ولم تفلح في زعزعة إيمان الشعب بقواته المسلحة ، ولا في إرباك الجيش ، لأن الراعي الرسمي للتنظيم ، لا تدرك معنى العقيدة القتالية .. ولا تعرف قيمة جيش وطني لا يضم بين صفوفه مرتزقة .
حين أشار الرئيس إلى وجود جهات خارجية تقف خلف تفجير الكنيستين ، كان يجب أن تتحرك الدولة لكشف تلك الجهات ، ومواجهتها دولياً ، لكننا نكتفي بالإشارة ولا نتحرك على الصعيد الدولي دبلوماسياً أو قضائياً لوقف آليات إسقاط الدولة .. نحن نعيش في منطقة تعانى سيولة أمنية وسياسية ، أعقبت ثورات الربيع العربي ، ونواجه أعداءً محددين : ( الإخوان ومن خلفهم قطر وتركيا ) ، وحين يتعلق الأمر بالأمن القومي لا يصح أن تتجمل الدولة بحمرة الخجل ولا بدبلوماسية البرود .. آن الأوان لاتخاذ موقف رادع لرد اعتبار الجيش ، ومحاسبة قطر .