نشرت صحيفة الجمهورية مقالاً للكاتب الصحفي حمدي حنضل بعنوان : ( إعلان الحقيقة .. أقصر طريق ) ، وجاء كالتالي :
حالتان التحفتا بالغموض.. وأثارا قدرا كبيرا من القلق والدهشة.. وللأسف.. لم يظهر مسئول واحد يشير إلي مسئوليته.. ولو حتي من باب إطفاء لهيب “الضمير” ليقول لنا بأنه “المسئول” عما حدث أو يبرر لنا لماذا حدث.
الواقعتان احداهما في صعيد مصر.. وبالتحديد في سوهاج عندما فوجئ الشعب المصري بتدفق المئات من تلاميذ المدارس إلي المستشفيات.. لإصابتهم بالقئ وأعراض أخري.
والثانية .. عندما أعلنت وزارة الصحة أن لجنة تضم 16 من كبار أساتذة الطب في مصر لم يصلوا بعد لمعرفة كيف قتل الميكروب الغامض أو الفيروس الغامض مئات التلاميذ؟ وللأسف.. فإن “الغموض” في الحالتين ليس حلاً بل انه يفتح أسئلة كالسيل الجارف لا يمكن لأي مؤسسة أو وزارة أو جهة أن توقفها إلا بإعلان الحقيقة.. والحقيقة وحدها.
ودون استباق لنتائج التحقيقات.. فإن أحداً من المسئولين وسائر قطاعات الدولة المصرية في سوهاج أو شبرا الخيمة لم يعلن أنه المسئول أو أنه يملك جزءا من الحقيقة أو “السر”.
أن أحداثاً كهذه تستوجب “استنفارا” حقيقيا في صفوف كل المسئولين الذين يعنيهم أمر المواطن المصري.. فلا يخمد لهم جفن.. ولا تهدأ لهم سريره ولا تنام لهم عين إلا إذا توصلوا للحقيقة.. والحقيقة وحدها.
أعتقد جازما أنه حان الوقت لكي نحترم حق المواطن في المعرفة.. وأن نمده بالحقائق والمعلومات الصحيحة المدققة في وقتها.. إننا بذلك نحصن أبناء الوطن ضد كل الفتن.. نحصنهم ضد أهل الشر وضد كل ما يريدون الاساءة لمصر.
إننا نحصنهم ضد شرور وسطوة وسائل التواصل الاجتماعي وما يبعثه المغرضون من شائعات.
حان الوقت لكي ننطلق بالحقيقة إلي المواطن.. حماية له .. ودرءاً للفتن والشرور.. وخطوة نحو الانطلاق الصحيح للمستقبل الأفضل.