نشر موقع ( المصري اليوم ) مقالاً للكاتب ” سليمان جوده ” تحت عنوان ( وزير هنا وأمير هناك ) .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- أملى كله أن يكون الذين يعنيهم الأمر فى البلد قد انتبهوا إلى المعنى الكامن وراء ما أعلنه ولى عهد السعودية الأمير ” محمد بن سلمان ” على العالم قبل أسبوع واحد من الآن ! وأقول : « المعنى الكامن وراء ما قيل على لسان الأمير » ؛ لأن ما أعلنه من جانبه مهم جداً فى حد ذاته .. ولكن ما أراه وراءه من المعاني .. أهم بكثير !
- ماذا أعلن الرجل ؟! أعلن عن أكبر مشروع سياحي فى المملكة يمتد بطول (٢٠٠) كيلومتر، من مدينة ” الوجه ” إلى مدينة ” أملج ” على شاطئ البحر الأحمر ، ويضم فى طريقه خمسين جزيرة تعوم فى البحر ! .. وماذا أيضاً ؟! المشروع له (3) أهداف محددة ، أولها : جذب مليون سائح إلى السعودية فى مدى زمنى معلوم ، وثانيها : تحقيق دخل للخزانة العامة قدره (4) مليارات دولار ، وثالثها : أن يكون عند الانتهاء منه واحدة من ثماني وجهات للسياحة البيئية فى العالم .. وهناك على الهامش أهداف أخرى طبعاً ستتحقَّق على طول الطريق ، غير أن هذه الأهداف الثلاثة هي الأبرز ، لأن لها تاريخاً تبدأ فيه ، وتاريخاً آخر تكتمل عنده !
- المشروع ، وأنت تقرأ تفاصيله المعلنة ، تشعر كلما مررت من تفصيله إلى أخرى أن وراءه عقولاً جلست تفكر فى هدوء لتجيب عملياً على سؤال واحد : كيف يمكن لساحل البحر أن يجلب أكبر عائد ممكن للبلد ؟! .. هذا باختصار ما أعلنه ولى العهد السعودي ، فى اجتماع مجلس الشئون الاقتصادية والتنمية ، الذى انعقد فى جدة يوم الإثنين قبل الماضى .. أما المعنى الذى أريده حاضراً أمام الذين يعنيهم أمر السياحة فى بلدنا فهو أنها لم تعد شأناً يخصُّ وزير السياحة وحده ، وإنما صارت « صناعة » ذات وزن ثقيل ينهض بها بلد فى عمومه ، لا وزارة فى حدودها ، فى العالم كله .. أو بالأدَّق هي صارت كذلك فى العالم الذى يعرف جيداً إمكانات السياحة لديه ، ويرى حجم الدخل الذى يمكن أن تجلبه إليه !
- هي كذلك ، بدليل أن المشروع السعودي الضخم أعلنه ولى العهد بنفسه ، ولم تعلنه وزارة السياحة التي تمثلها هناك هيئة للسياحة والآثار يرأسها الأمير ” سلطان بن سلمان ” ! .. يشعر الواحد منا بالقرف كلما سمع مسئولاً لدينا يردد أننا نملك ثلث آثار العالم ، وشاطئاً على البحر الأحمر نفسه ، يمتد لأكثر من ألف كيلومتر ، وشاطئاً آخر مثله على البحر المتوسط ، وطقساً ، وشمساً ، وجواً .. إلى آخره !
- تشعر بالقرف الحقيقي لأنك عندما تسأل نفسك عمَّا فعلناه بهذا كله ، وبغيره من الإمكانات السياحية الموازية ، تكتشف أن الإجابة هي من كلمة واحدة : لا شيىء! .
- السياحة أخطر من أن نتركها لوزيرها ” يحيى راشد ” بمفرده ، لأنها عندما تُركت له نقل مستشارتنا السياحية النشطة جداً من لندن ، لمجرد أنها تواصلت مع الجماعة الإنجليز من أجل عودة السياحة البريطانية إلى شرم !!.. نقلها على سبيل التنكيل والعقاب ، لا على سبيل النقل العادي !.. نقلها لأنها نشطت فى عملها فى العاصمة البريطانية ، بينما هو نائم ملء جفونه فى العاصمة المصرية !!