أقلام حرة

مقال للكاتب عبد الناصر سلامة بعنوان ( تحسين صورة مصر بالفلوس ! )

نشر موقع المصري اليوم مقال للكاتب عبد الناصر سلامة تحت عنوان( تحسين صورة مصر بالفلوس ! )  … وفيما يلي أبرز ما تضمنه :

  1. الخبر يقول إن الحكومة تعاقدت مع شركتي علاقات عامة أمريكيتين لتحسين صورة مصر في الخارج ، وبلغت قيمة التعاقدات (1.8) مليون دولار سنوياً ، ونص التعاقد على أن مهمة الشركتين تتمثل في أربعة محاور : ( ترويج الشراكات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة / تسليط الضوء على التنمية الاقتصادية التي حققتها مصر / دور مصر الرائد في إدارة الأزمات الإقليمية / عرض جهودها فيما يخص المجتمع المدني ) .
  2. ناهيك عن أن الشعب علم بالخبر من خارج مصر ، كما جرت العادة دائماً مع كل قضايانا المهمة ، الخبر يؤكد أن مصر لم تعد أبداً أُم الدنيا ، وإلا لما كانت فى حاجة إلى دعاية من أى نوع ، فى الوقت نفسه لم تعد بلد الأمن والأمان ، بعد أن أصبحت أنباء الإرهاب تتصدر نشرات الأخبار المحلية والدولية على السواء ، أيضاً هناك أخبار ( المساجين والسجون / أخبار المعتقلات والمعتقلين / الاحتجاجات والمظاهرات / حوادث الطرق / نسبة الأمراض / التشرد والعشوائيات / البطالة والتضخم / ارتفاع الأسعار / ارتفاع نسبة الجريمة / الجوع والفقر / أزمات الدواء والغذاء / أزمات المرور والاقتصاد / المال والأعمال / منظومة الصحة / منظومة التعليم / الافتقار إلى العدالة الاجتماعية ) ، وغير ذلك من كثير يكفى للإساءة إلى سُمعة مصر .
  3. كيف يمكن أن نعتقد أنه مع كل هذه الأزمات التى يعانى منها المواطن فى الداخل سوف يقبل العالم ببيانات أو إعلانات ترويجية مغايرة فى الخارج؟ ذلك أن المحاور الـ (4) التى تضمنها خبر توقيع إتفاقيات تحسين الصورة مردود عليها مقدماً بما يفقدها أى معنى ، ويجعل من هذه المبالغ هدراً للمال العام ، يضاف إلى ما سجلته تقارير ” جنينة ” أو تقارير الجهاز المركزي للحاسبات .. وهو ما يطرح تساؤلاً مهماً عمن يقف وراء مثل هذا القرار المتعلق بتوقيع هذه الاتفاقيات وجدواها في المستقبل ، وما هي السلطة الرسمية التى وافقت على ذلك وما إذا كانت ( تنفيذية / تشريعية ) أم غير ذلك ؟
  4. المحور الأول المتعلق بالشراكات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة أصبح فى مهب الريح ، وعرضة للتقلبات السياسية الحاصلة هناك ، وفيما يتعلق بالمحور الثاني فإن التنمية الاقتصادية فى الداخل لم يجني منها المواطن أى ثمار من أى نوع بل على العكس أصبحت المعاناة غير مسبوقة على كل الأصعدة ، أما ما يتعلق بالمحور الثالث وهو دور مصر الرائد في إدارة الأزمات الإقليمية ، فإنه تراجع من اليمن إلى سوريا إلى العراق ، بل أصبح متوتراً حتى مع السعودية التى كانت الأقرب على الإطلاق ، أما عن المحور الرابع المتعلق بالمجتمع المدنى فحدث ولا حرج .
  5. الأمر الذى قد يغيب عن البعض هو أن وسائل التواصل الاجتماعى يمكنها خلال لحظات تدمير كل جهود هذه الشركات الأجنبية ، وذلك من خلال المواطن العادي الذى يطرح مشاكل وطنه بشفافية ، دون حاجة إلى خطط واجتماعات من أى نوع ، بما يؤكد أن المواطن هو الأصل والأساس فى الدعاية ، من خلال النهوض به ورفاهيته ، وليس من خلال إصدار بيانات بالنيابة عنه ، إلا أنه بدا واضحاً أن هناك من لا يزالون يعيشون في الركن البعيد الهادئ بعقلية الماضي .

للنص الاصلي اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى