أقلام حرة

مقال للكاتب علاء عريبي بعنوان ( وزراء من كتب التاريخ )

نشر موقع الوفد مقالاً للكاتب علاء عريبي  .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه

  1.  الأخبار التي تنشرها وسائل الإعلام المختلفة عن ترشيح بعض الأسماء التي كان قد سكناها في كتب التاريخ لتولي مناصب جديدة ، لاسيما في التعديل الوزاري الجديد ، يشعرنا بقلق شديد على المستقبل الذي ينتظر هذه البلاد ، لكل إنسان حق المشاركة السياسية ، سواء كان يتبع ( جماعة الإخوان / الحزب الوطني / الأجهزة الأمنية / التيار السلفي ) ، طالما لا توجد عليه ملاحظات أو موانع قانونية ، لكن أن يستعين النظام الحاكم بمن تربوا في الصندوق الأسود الخاص بأدوات النظام السابق ، ويقوم بإخراجهم من كتب التاريخ ، هنا يجب أن نقف ونفكر بشكل جيد .
  2.  إعادة تدوير هذه الشخصيات بعد قيام ثورتين في مصر يعني بالضرورة أننا مازلنا نحكم بنفس آلية النظام الذي أطحنا به ، ليس هذا فقط بل يعني كذلك أننا سوف نعتمد على نفس الشخصيات التي سبق وتربت في أجهزة النظام خلال عصر ما قبل الثورة ، التي ستحتل مرة أخرى المشهد ( السياسي / الاجتماعي / الثقافي / الإعلامي ) ، وهو ما سيغلق الباب أمام الدفع بدماء جديدة أو شخصيات من الشباب ، ليس من المعقول أن نقوم بثورتين ضد نظامين ، ويسقط منا العشرات من الشهداء والمصابين ، وفي النهاية يعدنا النظام الحالي إلى فكر وسخافات النظام الذي ثرنا عليه ، من الصعب جداً أن يجبرنا النظام على أن نحيا نفس المشاهد التي رفضناها ، بعد هذه السنوات نعود إلى كهف مبارك مرة أخرى .
  3.  أخطر ما سيترتب على إعادة تدوير تلك الشخصيات ، أنها سوف تعمل بنفس الفكر العقيم والفاسد الذي كان سائداً قبل ثورة يناير ، إخراج هذه الشخصيات من كتب التاريخ سيعيدنا لجميع مفاسد السلطة التي كرهناها ورفضناها .. بمعنى آخر إغلاق الدائرة واستحكامها حول الرئيس ، انقطاع صلته تماماً بالمواطنين ، اعتماده على التقارير التي ترفعها الأجهزة ، والتي كانت في أغلبها غير أمينة ، وأعمت الرئيس عن رؤية المشهد بشكل أوسع وأرحب ، لا أخفي عليكم أن خروج بعض الأسماء من كتب التاريخ ، خاصة التي تربت في حضن النظام الأمني لا يبشر بخير .
زر الذهاب إلى الأعلى