نشر موقع الشروق مقالاً للكاتب عماد الدين حسين تحت عنوان ( حماس والقاهرة .. سبحان مغير الأحوال ) .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- ( ذهبنا إلى القاهرة فوجدنا حضناً دافئاً ) هذا ما قاله رئيس وفد حركة حماس الذي زار القاهرة قبل أيام ، هل كان أحدكم يتخيل سماع هذا الكلام ؟ ، بعد أن كانت العلاقات بين الطرفين منذ شهور قليلة في غاية السوء .. ما حدث أخيراً هو السياسة بعينها لأنها متغيرة طبقاً للمصالح المختلفة ، فحماس قرأت المشهد ( الإقليمي / الدولي ) بعناية منذ انتخاب ” ترامب ” ، لقد فهمت حماس أن كل رعاتها بالإقليم يواجهون أوقاتاً عصيبة ، قطر موضوعة تحت المراقبة ، ومحيطها العربي قطع العلاقات معها ، بل ويشترط عليها ضمن شروط كثيرة من بينها طرد قادة حماس من الدوحة ، وإيران تتعرض لحملة قصف دبلوماسي وإعلامي من أمريكا والخليج .
- التغير الأكبر كان عودة حماس للقاهرة ، فخلال الشهور الأخيرة تكثفت زيارات قادتها إلى القاهرة ، وحصلت على وعود بفتح معبر رفح بصورة شبه دائمة والتزود بالوقود لتشغيل محطات الكهرباء ، في المقابل تعهدت بالاستجابة لكل الشواغل والهموم المصرية وأهمها مراقبة الحدود المشتركة رقابة لصيقة ، عبر إقامة منطقة عازلة بطول (100) متر لمنع تسلل الإرهابيين عبر ما تبقى من أنفاق .
- حينما صعد الإخوان للحكم في مصر وسمحوا بدخول قادة حماس لمقر رئاسة الجمهورية ، بدلاً من الغرف المغلقة بالمقرات الأمنية ، نسى قادة حماس أنهم حركة مقاومة فلسطينية ، وتذكروا فقط أصولهم الإخوانية ، وهنا بدأ الصدام بينهم وبين غالبية الشعب المصري ، إضافة إلى سائر الأجهزة الأمنية ، وانتهى الأمر بتوجيه اتهامات مباشرة لحركة حماس بالتورط في مساعدة الإخوان على ارتكاب أعمال عنف وإرهاب ، وهو الأمر الذي تنفيه الحركة دائماً .. بدأنا نسمع كلمات معسولة مثل ( الأحضان الدافئة ) ، فهل يستمر ذلك طويلاً أم يتبخر مع حرارة الشمس اللاهبة هذه الأيام ؟