نشرت صحيفة الشروق مقالاً للكاتب عماد الدين حسين تحت عنوان ( رسالة من غادة والى ) .. أبرز ما جاء فيه الآتي :
في صبيحة يوم نشر مقالي بعنوان ( سائقون لكن حشاشون ) يوم الخميس قبل الماضي ( 3 أغسطس ) ، تلقيت رسالة عبر الواتساب من وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتور ” غادة والى ” جاء فيها ـ بعد السلامات والطيبات ـ ما يلى :
( أظهرت نتائج المسح القومي عن المخدرات الذى أطلقه صندوق مكافحة الادمان بوزارة التضامن الاجتماعي في عام 2015 ، أن أكثر الفئات التي تنتشر بينها مشكلة التعاطي هي السائقين المهنيين بنسبة 24% والعمال بنسبة 19% ) .. وعلى ضوء هذه النتائج وضع الصندوق خطة عمل للكشف المبكر عن المخدرات بين هاتين الفئتين وفيما يلى أهم الأنشطة التي تحققت خلال الفترة من يناير إلى يوليو 2017 :
أولا : السائقون على الطرق السريعة ، حيث تم الكشف على 39157 سائقا وبلغت نسبة التعاطي بينهم 12% مقارنة بـ 17% عام 2016 و 24% عام 2015 .. أما سائقو المدارس فتم الكشف على 1499 سائقا بنسبة تعاطى 2.7% مقارنة بـ 7.6% عام 2016 و 12% عام 2015 ، وتم تحويل جميع السائقين المتعاطين للنيابة العامة .
كما قام الصندوق بتشكيل مجموعة عمل لتطوير المنظومة التشريعية المتعلقة بمواجهة القيادة تحت تأثير المخدرات بمشاركة وزارتي ( العدل / الداخلية ) والنيابة العامة وقد تم موافاة وزير الداخلية برؤية متكاملة لتطوير بنود مواجهة القيادة تحت تأثير المخدرات وتم ادراج هذه الرؤية بمشروع قانون المرور الجديد .
ثانيا : فئة العمال حيث تم الكشف على 1831 عامل خدمات معاونة بوزارة التربية والتعليم وبلغت نسبة التعاطي 6% وتم تحويلهم للنيابة الإدارية .
كما تم الكشف على 336 سائقا وعاملا بالشركة المصرية للمترو وبلغت نسبة التعاطي 4.2% وتم إيقافهم عن العمل .
انتهت رسالة الدكتورة ” غادة والى ” وهى كانت تعليقا على ما كتبته بشأن الفيديو الذى كشف عن قيام (4) سائقين ومساعدين بتناول المخدرات والرقص داخل كابينة أحد القطارات في مركز طنطا – خلال العمل – ، وبعد انتشار الفيديو قال بيان للسكة الحديد ان الحادث لا يعبر عن ظاهرة ، وإنه تم وقف السائقين عن العمل وإحالتهم للتحقيق .
أعود لرسالة دكتورة ” غادة والى ” لأشير إلى أنها وفريق وزارتها بالكامل يبذلون جهدا مشكورا فى ملف مكافحة المخدرات عبر صندوق مكافحة الادمان بالوزارة الذى يديره عمرو عثمان .
طوال السنوات الماضية وهذا الصندوق يبتكر العديد من المبادرات لمكافحة الادمان خصوصا عبر نجوم المجتمع فى الفن والرياضة. وشهدنا فى الشهور الماضية حملات إعلامية وإعلانية متعددة فى هذا الصدد شارك فيها نجم الكرة العالمى ” محمد صلاح ” والممثل ” محمد رمضان ” إضافة إلى ندوات مهمة أبرزها للفنان الكبير ” محمد صبحى ” الذى يتعامل مع هذا الموضوع بجدية ومسئولية كبيرة .
ويوم الاربعاء الماضي شهدت الوزيرة ختام الدورى الرياضى لكرة القدم للشباب المتعافين من الإدمان وعددهم 160 شخصا بالمركز الأولمبى بالمعادى، وبحضور اللواء محسن عبدالنبى مدير الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، تحت شعار ( البطولة أقوى من المخدرات ) ، وشارك فيها النجم ( محمد رمضان / المطرب أحمد جمال ) ، وعلق عليها الكابتن ” أحمد شوبير ” .
هذا النشاط ضمن حملة ( أنا أقوى من المخدرات ) لمساندة المتعافين ، وإزالة الوصمة عن مرضى الإدمان ومساندتهم على الاندماج مرة أخرى بالمجتمع والتأكيد على أن الإدمان مرض يمكن العلاج منه ، بإلاضافة إلى بث روح التحدي والإرادة في تنافس رياضي بين شباب المتعافين .
مرة أخرى جهد مشكور ومقدر لوزارة التضامن والوزيرة المثقفة ” غادة والى ” .. لكن ـ وآه من لكن ـ فإن مشكلة المخدرات في مصر لا تحلها جهود وزارة التضامن أو وزارة الداخلية بمفردهما .
الادمان لا يختلف اطلاقا عن الارهاب.. كلاهما لا يوقفه الامن فقط أو الحملات الاعلامية. هو يحتاج إلى حراك مجتمعى شامل يعى خطورته وأثره على الاجيال المقبلة. هو يحتاج جهد البيت والشارع والمدرسة والمسجد والكنيسة والنادى والاعلام والنقابات والمجتمع المدنى والسينما والمسرح والدراما، وسائر الموسسات، إضافة بالطبع إلى المؤسسات الحكومية وفى مقدمتها وزارة الداخلية.
السؤال: هل الجهد المجتمعى المبذول الان يتناسب وخطورة مشكلة المخدرات الراهنة؟!!