نشر موقع ( القدس العربي ) مقالاً للكاتب عمرو حمزاوي تحت عنوان ( مصر .. بين الديكتاتور ومقاوميه ) .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- مصر التي يحصد ديكتاتورها الحاكم اليوم اعترافاً دولياً إضافياً باستقباله في العاصمة الأمريكية تغوص بالكامل في مرحلة انتقام الحاكم من المواطن والمجتمع والمؤسسات المدنية للدولة .
- لا يريد الحاكم من المواطن سوى التأييد أو مواجهة التهديد والتعقب والقمع ، ويُعيد التأسيس لجمهورية الخوف التي يتصدر واجهتها مستبد تحيط به أوهام ( الزعامة والتفرد التاريخي ) كبطل مخلص ومنقذ يدعي امتلاك الحق الحصري للحديث باسم الوطن ويدير تفاصيلها اليومية مكون عسكري أمني لا تعنيه حريات أو قانون .
- لم تتوقف الماكينة الدعائية للسلطوية عن إنتاج خطاب ( إما الديكتاتور و إما الفوضى ) ، موظفة للتهديدات الإرهابية في سيناء وللأوضاع الإقليمية المتفجرة حول مصر شرقاً وغرباً .. ولم تتوقف هذه الماكينة عن إطلاق وعود ( الإنجازات الكبرى ) ومطالبة المصريين بوضع ثقتهم في ( البطل المخلص ) الذي سيأتي منفرداً بالأمن والاستقرار ويقضي على الإرهاب ويُحقق التقدم الاقتصادي ويحسن الظروف المعيشية للجميع ، أما في الخارج فيتواصل حديث اللامعنى عن ( الإصلاح والاعتدال الدينيين / تجديد الخطاب الديني ) لمحاربة الإرهاب والتطرف ، وكأن الديكتاتور باستطاعته إدارة المعارك الفكرية ، أو كأن الإصلاح الديني الذي ليس له إلا أن ينبعث من مساحات الحرية في المجتمع يمكن أن تصدر بتحقيقه وتطبيقه الأوامر العليا أو كأن منظومة استبدادية جاهلة تقدر على مقارعة منظومة استبدادية أخرى .
- لم تتوقف تلك الماكينة الدعائية وإلى داخلها زُج بوسائل الإعلام العامة المدارة حكومياً ووسائل الإعلام الخاصة المملوكة لرؤوس أموال تربطها بالسلطوية ثنائية التأييد نظير ضمان العوائد الاقتصادية والمالية والحماية من التعقب ، عن إنكار حدوث المظالم والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان والحريات التي شملت جرائم القتل خارج القانون والتعذيب والإخفاء القسري بجانب سلب الحرية لأسباب سياسية وفكرية والعنف اليومي للأجهزة الأمنية إزاء الناس .. لم يتوقف الديكتاتور عن صناعة الأعداء وإطالة قوائم الخونة والحديث المتهافت عن ( أهل الشر ) ، ولا عن إدراجهم جميعاً وفقاً لنظريات مؤامرة مريضة ، ولم يتوقف الديكتاتور عن تزييف وعي الناس وحمل البعض على انتظار الإنجازات الموعودة والاستسلام لأوهام المؤامرات وغياب البدائل ، وفي مواجهة الحملة الضارية للقمع المباشر وغير المباشر والمستمرة منذ صيف 2013 وإلى اليوم ، فقدت الأحزاب والحركات السياسية المعارضة القدرة على العمل السلمي لمقاومة الديكتاتور وأسس الاعتراف الإقليمي والدولي بحكمه السلطوي لانفراده بمقاليد الأمور في مصر .
- رغم توظيف السلطوية لكافة أدوات القمع المباشر وغير المباشر لم تتمكن السلطوية من القضاء على حيوية الحراك المقاوم ، بل أجبروا السلطوية في بعض الأحيان على تقديم التنازلات ، تارة بإحالة منتهكي حقوق الإنسان من عناصر الأجهزة الأمنية إلى القضاء للمساءلة والمحاسبة وتارة بالاستجابة لمطالب العمال ذات الصلة بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية .. لم يهز الحراك المقاوم عرش الديكتاتور ولا سلطة الجنرالات الحاكمين بعد ، إلا أنه يخلق فرص حقيقية لمنازعة السلطوية واستعادة قدر من الحرية في الفضاء العام .