نشر موقع الوطن مقال للكاتب محمود خليل بعنوان أخطر 3 لقطات في مؤتمر الشباب وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
أبرز ما لفت انتباهى هذه المرة دأب الرئيس ” السيسي ” على مواصلة المؤتمر الذى بدأ فى شرم الشيخ، ومد جلساته على مدار أشهر العام ، وبما يغطى محافظات مصر، هذا فى تقديري أمر شديد الإيجابية ويستحق الإشادة ، فمن المهم أن يسمع المصريون أصوات بعضهم البعض، فنفهم مشاكل أهالى النوبة من خلال أصوات نوبية، ونتعرف على مشاكل أسوان من خلال أصوات أسوانية، وهكذا. فيما عدا ذلك جاءت بعض الشكاوى والأسئلة تكراراً لما سمعناه، خلال الجلسات السابقة للمؤتمر، وكذا كانت الإجابات فى الأغلب، لكن ذلك لا يمنع من أن جلسات (أسوان) شهدت -من وجهة نظرى- ثلاث لقطات فى منتهى الأهمية.
- اللقطة الأولى ارتبطت بسؤال طرح على الرئيس حول التعامل مع ملف «سد النهضة»، ووقعت الإجابة عليه فى سياق «التطمين»، وعكس الرئيس فى كلامه احترامه لحالة القلق التى تنتاب المصريين من تأثير السد الإثيوبى على حصة مصر التاريخية فى مياه النيل، التى أصبحنا نحتاج إلى أكثر منها فى ظل الزيادة السكانية، فما بالك بالانتقاص. أكد الرئيس أن مياه النيل بالنسبة لنا مسألة حياة أو موت، وهى بالفعل كذلك، وليت الرسالة تكون قد وصلت إلى المسئولين فى إثيوبيا، حتى يستوعبوا أن مصر «مش هتهزر فى الملف ده». وقد تمنيت أن يستفيض الرئيس أكثر فى شرح بعض الإجراءات التى اتخذتها مصر لحفظ حقها فى مياه النيل، حتى يزيد هامش الاطمئنان لدى المصريين، لكن فى كل الأحوال كان من المهم طرح السؤال، ومن الضرورى أن نسمع إجابة عليه .
- اللقطة الثانية تتعلق بسؤال سمعته، إن لم يخنى سمعى، فى الجلسة الختامية، طرحه أحد الشباب حول موضوع «تيران وصنافير»، وعلق عليه الرئيس قائلاً إن الحكومة انتهت من الموضوع وهو الآن فى رقبة الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب. اللافت أن الإجابة خلت من أى إشارة إلى حكم المحكمة الإدارية العليا بمصرية الجزيرتين، ربما جاء ذلك فى سياق قاعدة «عدم التعليق على أحكام القضاء»، لكن الحديث عن أن الموضوع فى يد «النواب» يعنى تصريحاً مباشراً بأن الاتفاقية سوف تناقش تحت قبة المجلس، دون الالتفات إلى الاجتهادات التى تقول إنه لم يعد من حق «النواب» مناقشة القضية، بعد أن حسمها القضاء.
- اللقطة الثالثة كان بطلها الشاب الذى انتقد أداء المحليات فى أسوان، ووجه كلامه إلى المحافظ قائلاً: ( يا سيادة المحافظ.. المحليات مبتشتغلش إلا لما يكون فيه زيارة للسيسى ، بقول كده حتى لو هيفصلونى من شغلى أو هتعملوا فيا اللى عايزينه ) ، الرئيس طمأن الشاب، لكن حديثه عن الخوف من الإضرار برزقه وفصله من عمله، لمجرد أنه قال رأياً، مسألة تستحق التوقف من جانب القيادة السياسية، فهى تعبر عن حال كثير من الشباب، بل كثير من المواطنين، أصبحوا يتعاملون مع فكرة نقد الأداء العام بقدر محسوس من الخوف، والعجيب أن ذلك يحدث بعد ثورتين قامتا فى البلاد. القيادة يجب أن تتوقف أمام هذا الكلام كثيراً، خصوصاً أنها تحلم ببناء دولة قوية. والشعوب الخائفة لا تجيد البناء.