نشرت صحيفة المصري اليوم مقالاً لمحمد أمين بعنوان : ( الدولة تسمعك ) ، وجاء كالتالي :
لم تعد الدولة تسمعك فقط، ولكنها تسعى إليك أيضا.. وقد رأينا بأنفسنا أن رئيس الجمهورية يجلس بين الشباب ويجلس فى الصفوف ويستمع لحوارات الشباب فى مؤتمر الشباب.. ولا أخفى أننى كنت أتصور أن فكرة المؤتمر ستحدث لمرة واحدة فى شرم الشيخ.. وكانت المفاجأة أن المؤتمر أصبح يجوب المحافظات بلا توقف.. ما يعنى أنها ليست فرقعة إعلامية ولكنها عقيدة راسخة فى عقل ووجدان الرئيس
يقدم المؤتمر فى كل مرة من يصنعون فرصتهم.. ولا ينتظرون حتى تأتى الفرصة على طبق من ذهب.. ومن الشباب الذين رأينا حضورهم طاغياً ويشع حالة من الأمل اثنان.. الأولى هى مريم الأولى على الثانوية العامة.. والثانى هو ياسين الإعلامى الموهوب بالفطرة.. الذى نقل رسائل المواطنين ومواجعهم إلى الرئيس.. حدث هذا على عجلة بسيطة وليس سيارة بث خارجى.. وكشف فشل إعلام الاستوديوهات
وقد عشنا مع ياسين تجربة إعلامية ثرية بسيطة.. قدم من خلالها نماذج مصرية تكتب للرئيس.. عاوز إيه من الريس؟.. اكتب.. لم يتدخل فى شىء.. لم يتفذلك فى شىء.. ولكنه كان مصرياً طبيعياً يشعر بالناس ونقل مراجع الناس وسلمها للرئيس.. ياسين ليس مجرد بوسطجى كما تصور البعض.. كانت له نظرة.. التقى كافة فئات المجتمع.. الحلاق وبائع التين الشوكى وبائع الفلافل.. ولم تمنعه الإعاقة عن مواصلة رسالته الإعلامية.. ولم تمنعه الأدوات البسيطة عن أداء المهمة.. فقط عجلة وكاميرا.. فهل عجز الإعلام الفضائى عن تقديم النموذج؟!.
المفاجأة أن الإعلامي الشاب لم يخذل جمهوره.. وحمل الرسائل ونقلها بالصوت والصورة والجوابات إلى الرئيس.. ومن جديد أعادنا ياسين إلى مهمتنا الأولى.. وهى خدمة الجمهور.. وليس تحقيق المكاسب من المهنة.. الإعلاميون الآن يركبون السيارات الفاخرة ويلبسون البدل المستوردة ويستخدمون أفخم العطور الباريسية.. الأصل أن الإعلامى ابن بيئته يخالط الناس ويجالسهم.. ويجلس معهم ولو على جلد ماعز ويشرب الشاى على الفحم.. وهو درس بليغ فى أصول الإعلام المهنى
الاختيار لنموذجين بجوار الرئيس يعكس وجود فكرة رائعة.. هذا هو النموذج.. فليس الذين يجلسون على المقاهى حتى الصباح، ليسوا هم نموذج شباب مصر.. ياسين هو النموذج.. أصبح الآن أشهر شاب فى مصر.. أشهر ابتسامة تحمل الرضا والإصرار والأمل.. مريم أيضاً هى النموذج.. فى عينيها رضا.. تجلس بثقة واطمئنان.. كأنها اعتادت أن تكون فى هذه المجالس.. فقد سعى إليها الرئيس ولم تسع إليه.. وكان يريد أن يؤكد أن مصر فيها الكثير من نماذج الأمل.. ولذلك سنعبر نحو المستقبل!.
الرئيس السيسى حين يحتضن هؤلاء الشباب، يتصرف كأب أكثر منه رئيس الجمهورية.. وبالتالى فلا تشعر برهبة الشباب.. ولا تشعر بوجود حواجز.. فلابد أنكم رأيتم وهو يسلم على مريم فور دخول القاعة.. ولابد أنكم شاهدتم أنه يحتضن ياسين ويقبله ويقبل رأسه.. معناه أنه ليس سلاماً بروتوكولياً.. ولكنه يعكس حالة حب حقيقية.. ويعكس تشجيع الرئيس شخصياً، وهو أهم من أى تكريم فى مشوار حياة هؤلاء الشباب.. وكأن الدولة تبحث عن الموهوبين والمبدعين وتكرمهم.. وقد أصبحت تسعى إليك دون أن تسعى إليها.. أنت من جعلتها تأتى إليك!.
وقد تقول لا يهمنا أن تسمع الدولة، ويهمنا أن تنفذ ما تسمع.. عندك حق.. أنت الآن من تتكلم ومن تحاكم ومن تفرض إرادتك.. الصورة بتتغير.. كنا زمان نحلم بخطاب من الرئيس وقد لا يكتبه.. أو نسلم على المحافظ.. الآن تجلس فى الصف الأول مع الرئيس