نشر موقع اليوم السابع مقالاً ليوسف أيوب بعنوان : ( مراجعة مطلوبة من مشيرة خطاب ) ، وجاء كالتالي :
بعد دخول فرنسا حلبة المنافسة على من سيخلف البلغارية إيرينا باكوفا، فى منصب مدير عام منظمة اليونسكو، أصبح واجبًا علينا أن نعيد التفكير مرة أخرى فى الطريقة التى نتعامل بها مع هذه الانتخابات التى ستجرى فى أكتوبر المقبل، وتدخلها السفيرة مشيرة خطاب، مرشحة عن مصر والقارة الأفريقية.
إعادة التفكير لا تعنى أننى أطالب بتغيير موقفنا أو سحب المرشحة المصرية، فموقفها ليس متأزمًا كما يقول البعض، وإن كان صعبًا، لكنى أطالب بأن تراجع الدولة ممثلة فى وزارة الخارجية خطة دعمها للمرشحة المصرية، فالطريقة التى تدار بها الحملة الانتخابية للمرشحة المصرية حتى الآن ربما تثير الشكوك حول النتيجة النهائية المتوقعة، فما تم الإعلان عنه فى المتحف المصرى قبل عدة أشهر بتشكيل لجنة ومجلس لدعم السفيرة مشيرة يضم أسماء لامعة، لم يثبت حتى الآن أنها قامت بالمطلوب منها، على الأقل فى وضع تصورات للتحرك تستفيد منها المرشحة المصرية التى يبدو أنها تتحرك بمفردها، نعم تدعمها الدولة، لكن هذا ليس كافيًا، لأن المجتمع المدني له دور مهم فى هذه المعركة، وحتى الآن تفتقد المرشحة المصرية هذا الدور.
إعادة التفكير بالنسبة لى تعنى أن تعيد السفيرة مشيرة خطاب مراجعة موقفها من جديد، وإعادة تقييم للكتل التصويتية التى كانت تعتمد عليها قبل أن تعلن فرنسا فى اللحظات الأخيرة عن الدفع بوزيرة ثقافتها أودرى أزولاى، ذات الأصول المغربية، فهذه المرشحة تبدو فرصها قوية خاصة أنها الوحيدة من بين المرشحين التسعة التى تمثل الكتلة الأوروبية داخل المجلس النتفيذى لليونسكو، البالغ عددهم 58 دولة لهم حق التصويت، كما أن أصولها المغربية ربما تكون حاسمًا فى حصولها على صوت المغرب، بالإضافة إلى كونها «يهودية».
نعم كانت معركة السفيرة مشيرة فى مواجهة المرشح القطرى حمد الكورى، واللبنانية فيرا خورى ليست سهلة، لكنها كانت شبه مضمونة، لأسباب متعددة، لكن الآن الوضع اختلف، ففرنسا دولة ذات تأثير على المنظمة ودولها باعتبارها أولاً دولة مقر، كما أن الدول الفرانكفونية لها علاقات تصويتية لا يمكن إغفالها تجاه باريس، مما يعقد الأمور كثيرًا.
الوضع بأكمله يتطلب أن يكون لدينا خطة تحرك جديدة، وأن نعيد حساباتنا من جديد، حتى لا نفاجأ بما هو متوقع، فالطريقة الحالية التى ندير بها المعركة الانتخابية لن تحقق للمرشحة المصرية النجاح، وبالتالى فإن السفيرة مشيرة خطاب ومن ورائها الدولة يجب أن يستعينوا بالشخصيات التى لديها القدرة والوقت على أن تعمل بإخلاص مع الحملة، وأن ينفتح قلب المرشحة المصرية للجميع، وتستعين بالقادرين على النفاذ إلى الكتل التصويتية المهمة، لكن إذا استمر الحال على ما هو عليه الآن فمن الأفضل أن نختار الطريق الأقصر حتى لا نسبب حرجًا لمصر.