مقال لوجدي زين الدين بعنوان : ( منظومة التعليم الفاشلة )
نشرت صحيفة الوفد مقالاً لوجدي زين الدين بعنوان : ( منظومة التعليم الفاشلة ) ، وجاء كالتالي :
أزمة أمام كل أسرة مصرية الآن، ارتفاع المصروفات الدراسية سواء في الجامعات أو المدارس، الأسر لا يشغل بالها سوى تدبير المبالغ المخصصة للمصروفات الدراسية. وبالمناسبة كل الأسرة تضطر لأن تقترض أو تدبر حالها من خلال «الجمعيات»، والمشكلة ليست في المدارس الخاصة بحسب وإنما في المدارس الحكومية أيضاً، وكذلك الحال في الجامعات، حتى أن الجامعات الحكومية اقترحت مؤخراً نظاماً خاصاً بداخلها وعلى من يرغب الالتحاق به.. نجد داخل الكليات تعليمًا حكوميًا وخاصًا في آن واحد.. المنهج واحد والأساتذة، لكن الفرق في المصاريف.. الاختلاف فقط في أن الدراسة الخاصة داخل الجامعة الحكومية بمصروفات مرتفعة وتحت بند التعليم باللغة الإنجليزية أو الفرنسية.
ولأن أولياء الأمور يريدون لأبنائهم الخير والتوفيق والتعليم الأفضل، يضطرون مرغمين إلى الالتحاق بالدراسة ذات المصاريف الباهظة.. والغريب أيضاً أن هذا النظام معمول به حتى في الكليات التي تدرس بالإنجليزية أصلاً مثل الصيدلة والطب.. ومعني هذا أن خصخصة الجامعات على مدى معين قادمة لا محالة وهذا هو الخطر الفادح بل كارثة حقيقية، والخوف كل الخوف أن يأتي هذا اليوم الذي تتساوى فيه الجامعات الحكومية مع نظيرتها الخاصة وبمصاريف باهظة لا يقوى عليها هذا الشعب المسكين!!!
أما المدارس فالحديث بشأنها يطول، الحكومية منها تعاني خراباً بالغاً والدراسة بها تخرج هذه النماذج البشعة التي نراها لدرجة أن هناك تلاميذ انتهوا من دراسة الإعدادية ولا يستطيعون القراءة أو الكتابة، ما أقوله ليس مبالغة بل هو واقع حقيقي، علاوة على أن من يصل الى الجامعة يخطيء في الإملاء.. ومع هذا الوضع المؤلم يضطر أولياء الأمور الى الحاق أبنائهم بالتعليم الخاص، وتتفاوت فيه الدراسة، فهناك تعليم خاص تابع للدولة وهو ما يطلق عليه التجريبي سابقاً أو الرسمية للغات حالياً والمستوى متدنٍ به بشكل يدعو إلى الحسرة، والتعليم الخاص بالمدارس الخاصة باللغات وكل همه تحصيل الأموال فقط، أما التعليم الدولي فهو مقصور على فئة لديها فائض وفير في الأموال ويخرجون تلاميذ ليس لديهم ولاء للوطن.
منظومة التعليم في مصر باتت في حاجة شديدة إلى النسف، ولا يمكن أن يكون هناك حل للأزمات التي يواجهها المجتمع منذ عدة عقود، في ظل نظام التعليم الحالي.. وبمصر الجديدة التي نحلم بها لا يمكن أن تتحقق أمام هذه المنظومة التعليمية الفاشلة التي تعتمد على الجباية فحسب. ومن الممكن أن يدخل الدكتور طارق شوقي وزير التعليم التاريخ من أوسع أبوابه، إذا نسف هذه المنظومة الفاشلة، واستبدلها بأخرى تليق بوضع مصر الحالي.