عندما يكون هناك 16 ألف فيديو للأطفال على بنك المعرفة ولا أحد يعرف عنها شيئا، نحن بحاجة إلى مراجعة طريقة تسويق ودعاية لبنك المعرفة، تضعه على خريطة المعارف والمواد المتاحة على شبكة الإنترنت.
بنك المعرفة يفترض أنه يحوى مواد علمية وثقافية تكلفت كثيرا، ولها لينكات مع مواقع ثقافية وعلمية دولية، ومع هذا يبدو وجوده على سطح عالم الثقافة والمعرفة أقل كثيرا من قيمته، وربما يكون بحاجة إلى جهد دعائى وترويجى يضعه على خرائط المعارف العلمية والثقافية على مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة ونحن فى بداية عام دراسى جديد، وفى حالة تسويق بنك المعرفة بين التلاميذ، يمكن أن يملأ فراغا معرفيا موجودا بين التلاميذ.
مناسبة هذا الكلام تصريح الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، فى مؤتمر صحفى ناقش فيه مشكلة الكتب الخارجية والتعليم والمدارس الدولية الرخيصة، وقال: إنه تم توفير 16 ألفا و700 فيديو للأطفال على بنك المعرفة يتم تجديدها يوميا، وأن هذه الفيديوهات تمت مراجعتها من قبل متخصصين، ودعا شوقى أولياء الأمور إلى أن يأخذوا بيد الطفل للاستفادة من تلك الثروات الحقيقية، وقال إن هناك مسلسلات للأطفال فى المناهج وخلافه.
وزير التعليم كان يتناول موضوعات مختلفة، منها تحذيره من كتب خارجية يتم إنتاجها وطرحها من دون ترخيص، وأن الكتب المدرسية تمت طباعتها بشكل متطور، وبشكل ومضمون مختلف وجديد، وقال إن الاعتبار عند ختم شهادة الطلاب سيكون هو التعلم وليس عدد الدرجات، وقال: «هناك ثقافة تحفيظ وثقافة تعلم وفهم، والوزارة تتبنى فكرة التعلم والفهم، واعترف بأن آلاف الطلاب فى التعليم الفنى «مش بيعرفوا يقرأوا ودى جريمة وكل ده هيقف».
وبقدر أهمية ما يطرحه وزير التعليم ويمثل تشخيصا لأزمة التعليم، هناك ترقب لما تسفر عنه نتائج هذه الخطوات، التى تصطدم بأصحاب مصالح داخل وخارج الوزارة، وليس سهلا مواجهة الكتب الخارجية، والدروس الخصوصية التى أصبحت ظاهرة من عقود، وكلاهما يمثل مصالح واسعة تقاوم التحديث والتغيير.
ويوما ما كانت الكتب الخارجية يضعها مؤلفو الكتاب المدرسى، ضمن عملية تداخل وتشابك عميقة، واليوم نحن أمام مصالح قطاعات واسعة من المجتمع، تقوم على الكتاب الخارجى والدرس الخصوصى.
ولا يمكن الانتقال من الحفظ إلى الفهم من دون العودة إلى النقطة الرئيسية، إعادة الاعتبار للقراءة والثقافة والمكتبة، خاصة مع اتساع الإمكانيات التقنية التى تتيح الكتاب الإلكترونى والفيديو والوثائقيات، وهناك حاجة لتسويق بنك المعرفة بشكل أوسع، خاصة أننا إذا أجرينا استطلاعات رأى بين التلاميذ عن مدى معرفتهم بوجود بنك المعرفة وهذه الفيديوهات، سنجد كثيرين لا يعرفون عنها شيئا، وإذا كنا قد أنفقنا ملايين على تجهيز وإطلاق بنك المعرفة، لا مانع من إطلاق برامج ترويجية تعرف المستخدمين به، وتقدم لهم المواد الثقافية بشكل شيق وسهل، مع وضع برامج للقراءة الحرة وإدخالها ضمن الأنشطة المدرسية، لأن بنك المعرفة بحاجة إلى تسويق يجعله على رأس الأولويات.