قام أمير مكة خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، اليوم، بغسل الكعبة المشرفة، نيابة عن العاهل السعودى سلمان بن عبدالعزيز، وقام أمير منطقة مكة ومرافقوه بغسل الكعبة من الداخل ومسح حيطانها بقطع قماش مبللة بماء زمزم.
ويأتى غسل الكعبة المشرفة اقتداء بسنة النبى محمد عليه الصلاة والسلام عندما دخل الكعبة المشرفة عند فتح مكة، وقام بغسلها وتطهيرها من الأصنام، واستمر الخلفاء الراشدون من بعده على تلك السنة، ولكن دون تحديد موعد للغسل.
ومنذ عهد مؤسس السعودية عبد العزيز آل سعود جرت العادة أن يتم غسل الكعبة المشرفة مرتين كل عام فى محرم أول شهر بالعام الهجرى، وفى غرة شهر شعبان استعدادا لاستقبال المعتمرين.
وجرت العادة أنه يتم غسل جدار الكعبة بأفخر أنواع عطر الورد والعود والمسك بالقماش الأبيض، ثم يسكب ماء زمزم مخلوطاً بماء الورد فى أرضية الكعبة ويتم كنسها ومسحها، وتحضر المقشات المصنوعة من سعف النخيل والمساحات الخشبية، ولفائف كثيرة من القماش والمناديل البيضاء لتبدأ مراسم الغسل بعد أن يخرج الضيوف من جوف الكعبة، ويبدأ ذلك بالأرضية المكسوة بالرخام، وبعد الفراغ من عملية الغسل يتم تجفيف ما علق فيها من ماء بقماش ومناديل جديدة ثم يبادر الجميع إلى دهن الجدران بكميات من دهن العود المعتق ودهن الورد.
من جانبه قال الشيخ الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبى كبير سدنة بيت الله الحرام، إن مهمة غسل الكعبة المشرفة مصدر شرف وفخر واعتزاز، مبينا أن «هذه خدمة جليلة نستشعر مكانتها ونرجو من الله القبول»، مشيدا بما يقدمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحرمين الشريفين والكعبة المشرفة وسدنتها.
وأوضح الشيبى، أن غسل جدار الكعبة يتم من الداخل بـ45 لترا من ماء زمزم، و50 تولة من الورد الطائفى والعود الكمبودى وروح العنبر الفاخر، باستخدام قطع قماش مبللة بماء زمزم الممزوج بدهن الورد.
وقال «إن فتح باب الكعبة المشرفة يتم بعد صلاة الفجر بساعة فى يوم غسلها، حيث يدخل الملك أو من ينيبه إلى داخل الكعبة المشرفة ويصلى ركعتين داخلها فى المكان الذى صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كذلك يدخل ضيوف الدول الإسلامية الكعبة المشرفة للصلاة فيها بعد ذلك، ويشارك سمو أمير المنطقة مع سدنة بيت الله الحرام فى غسلها، وبعد الانتهاء من مراسم الغسل التى تستمر إلى ساعتين تقريبا يطوف سموه بالكعبة المشرفة».
وأكد فى تصريحات لصحيفة عكاظ السعودية، أن سدنة بيت الله الحرام يغسلون الكعبة المشرفة مرتين فى العام منذ قديم الزمان، مضيفا:«أنتظر مناسبة غسل الكعبة المشرفة بفارغ الصبر كونها المناسبة الروحية التى ينتظرها جميع السدنة، وأحرص على الذهاب إلى المسجد الحرام قبل صلاة الفجر، وأبقى هناك حتى انتهاء مراسم الغسل وإغلاق باب الكعبة المشرفة».
ووصف الكعبة من الداخل بأنها غرفة كبيرة وبها ثلاثة أعمدة وسقف وأرضها وجدارها بالرخام ومكسية من الداخل، سقفها بالحرير الأخضر، وجدارها على ارتفاع ثلاثة أمتار وبها المحراب الذى يحدد المكان الذى صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الجهة الجنوبية من الكعبة.
وعن دور السدنة فى خدمة مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام قال «نتولى عملية تنظيف المقام وتبخيره، وعادة ما يكون فتح باب المقام للتنظيف فقط، ويجرى غسله باستخدام ماء زمزم المخلوط بماء الورد والعود الكمبوى الفاخر، ويستمر غسل المقام من الداخل والخارج زهاء أربع ساعات، بعد إحاطته بساتر حتى يتمكن المشاركون فى الغسل من إتمام المهمة بأسرع وقت ممكن».