أقلام حرة

الرئيس كان محقًا.. لوقفه البناء! للكاتب صبري غنيم

■ أقولها من قلبى.. بارك الله فيك يا ريس، لقد استشعرت بوجود حاجة غلط فى عمليات البناء التى تجرى بسرعة فى محافظات مصر، فأوقفت البناء لحين تقنين الأوضاع من الناحية القانونية والهندسية، بحيث لا يرتفع مبنى أو ترتفع معه طوابق بدون تراخيص، الرئيس حماه الله لأنه ابن بلد تربى فى حى آهل بالسكان وهو حى الجمالية، ليس غريبًا على الرئيس ألاعيب أصحاب العقارات، وكيف يشترون ذمم مهندسى الأحياء فى البناء بدون ترخيص، المصيبة أن السكان اشتروا فى هذه العمارة وهم يعلمون أنها بدون ترخيص، سبحان الله أن يستشعر رئيس الدولة بأن معظم المبانى المقامة فيها تجاوزات، لذلك فتحت المحافظات باب التصالح ودراسة كل حالة على حدة، الشهادة لله قرار الرئيس بوقف أعمال البناء هدفه وضع معايير قانونية تلتزم بها المحليات، المنحرفون انكمشوا داخل الجحور، والحكومة ضربت تعظيم سلام لقرارات الرئيس، وأصبحت الدولة أمام الأمر الواقع، ولم يعد للمخالفين مفر إلا التصالح للاستفادة من الكهرباء والمرافق.

■ ولذلك كان اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، «رجلًا شديدًا»، فقد كان عنيفًا وهو يرفض التصالح مع عمارة الموت لأنه تم بناؤها من الصفر من غير ترخيص، يعنى لا ينطبق عليها التصالح، حتى ولو دفع صاحبها دم قلبه، لا أعرف كيف سمح له ضميره بأن يتحدى القانون ويقيم ١٤ طابقا بـ١٠٨ وحدات سكنية على مثلث قطعة أرض فى مدخل الطريق الدائرى من المريوطية، وهو يعرف أن للبلد قانونًا.. لكن تقولوا إيه وأمثاله كثيرون تعودوا على شراء ذمم بعض المهندسين المرضى فى الأحياء، لذلك كان الرئيس السيسى محقًا يوم أن أوقف عمليات البناء، وطلب من الحكومة أن تضع له مرئياتها وكيف تُقنن الأوضاع، المؤلم أن الرجل يعمل بمفرده، شايل كل حاجة عن الحكومة، مع أن الحكومة لو عادت بالزمن سنوات ستضع يدها على بلاوى.

■ فعلًا المال الحرام لا يدوم، فقد كان بناء هذه العمارة حرامًا فى حرام، فأراد الله أن يعطى أصحابها درسًا فأشعل النار فيها لتكوى أحاسيسهم، لكن أين هذه الأحاسيس التى دمرت أبرياء باعوا تحويشة العمر واشتروا شققًا فى عمارة الموت.. لقد اشتعلت النار أربعة أيام وهى تتحدى عربات الإطفاء وكأنها تجبرها على عدم الاقتراب، شفتم نيران بهذا الشكل، تأكل مصنع أحذية ومخزنًا وكميات من الأحذية المستوردة، ويا عالم كيف دخلت البلاد، النار لم تترك لهم شيئًا إلا رمادًا يذكرهم برب العباد، فقد تناسوا وجود الله، وسرقتهم الدنيا بالطمع والجشع، وبعد أن اشتعلت النيران مرة اشتعلت مرتين وهى تذكرهم بقدر الخالق، وأنهم يرتكبون المعاصى فيدمر الله لهم ما كنزوه بالحرام.

■ هذا الحادث البشع دق ناقوس الخطر فى أحياء الجيزة، وخرجت الأحياء تنادى على سكانها، كل من يأوى مصنعًا فى عمارته عليه أن يرشد السلطات عليه، الجيزة قررت أن تغسل أخطاء الأحياء، صحيح أن معظم القيادات التى ترأس الأحياء، بمن فيهم محافظ الجيزة، كلهم جدد على هذا الفساد، فقد ورثوا عن أسلافهم هذا الورث العفن، فيكفى أن اللواء أحمد راشد يتابع بنفسه أحياء المحافظة حيًا حيًا، ويُحّمل المسؤولية لرئيس كل حى يطنش عن الإبلاغ، فقد أصدر المحافظ قرارًا بعدم إيواء أى مصنع فى العمارات السكنية، هذا القرار أتمنى أن يُطبق فى جميع محافظات مصر، مرة نشتغل ونساند الرئيس فى قراراته الصح، متى نفيق ونرفع عنه هذا الحمل الذى ندفع ثمنه أرواحًا؟ وإن حادث العمارة الحمد لله لم يجرنا إلى ضحايا، المهم ربنا ستر فى الأرواح، واكتفى بفضيحة المال الحرام

زر الذهاب إلى الأعلى