أقلام حرة

الكاتب الصحفي عباس الطرابيلى يكتب مقال بعنوان ( النظافة.. من أعلى )

نشر موقع الوفد الإلكتروني مقالا للكاتب الصحفي عباس الطرابيلى بعنوان ( النظافة.. من أعلى ) وكان المقال كالتالي :-

ما دمنا فشلنا – حتى الآن – فى نظافة مدننا «من تحت»، لماذا لا نتحرك إلى أعلى؟! ذلك أن منظومة تنظيف شوارعنا من القمامة عجزت عن تلك المهمة.. سواء من خلال شركات محلية أو أخرى أجنبية؟ ومن خلال القوانين والقرارات بفرض رسوم للنظافة. هنا – ولو مؤقتًا- لجأ محافظ القاهرة المهندس عاطف عبدالحميد إلى إطلاق مبادرة لكل أحياء العاصمة.. وذلك باختيار 5 عقارات ورفع المخلفات من أسطحها، بالتعاون مع هيئة النظافة وتجميل القاهرة.

ولما كنت أعلم جريمة إلقاء كل مخلفاتنا فوق السطح.. ثم نهملها بعد ذلك لتتحول الأسطح إلى مناطق تنطلق فيها الحشرات وأقلها الفيران بينما كانت أسطحنا زمان نظيفة إلى حد كبير.

 ولا أريد أن أتحدث عن أسطح عمارات المدن فى أوروبا وأمريكا التى هى حدائق ولا حدائق بابل المعلقة.. فينعم السكان وأهل الحى بالزهور والخضرة.. والجلسات أيام الأجازات من أجل حمام شمسى.. أو استمتاع بالجمال. ولا كيف نجح بعض السكان – هناك – فى زراعة الأسطح ببعض النباتات المثمرة والفواكه السطحية قليلة الجذور، مثل الخس والبقدونس والفراولة والخيار.. وكله منفعة، بل هناك من ساهم – مع سكان نفس العقار – فى إنشاء أحواض للسباحة.. أعلى سطح عقارهم.

بينما أتألم كثيرًا إذا صعدت فوق برج فى القاهرة مثلاً – وشاهدت تلك المخلفات، التى لا تنفع بل تضر، فوق كل العمارات بلا استثناء.. فى المناطق الراقية.. وأيضًا الشعبية أو الفقيرة.. والمصرى يحرص تمامًا على النظافة داخل شقته.. ولا يهمه لا درجات السلم ولا السطح!

وهناك قاعدة سلوكية تقول «النظافة تُعدى.. والقذارة تُعدى» أى لو وجدت الشارع نظيفًا فسوف أخجل أن ألقى ورقة فى هذا الشارع.. أما العكس، فاللسان يقول: يعنى علبة العصير التى شربت ما بها هى التى تزيد من قذارة الشارع؟! وهكذا علبة وراء علبة وكيس زبالة بجانب كيس زبالة فنجد أكوام الزبالة هى أهم معالم الشارع.

ووالله.. لو وجد السكان سطح منزلهم نظيفًا، فسوف يحافظون على استمراره نظيفًا.. ويا سلام مرة أخرى نجد من يزرع تكعيبة عنب أو يضع حوضًا للزهور.. أو يزرع شوية فجل وجرجير أو حتى مجرد نجيلة أو حشيش أخضر ليقلل كل ذلك من حدة حرارة الشمس صيفًا.. بل ويقلل من استخدامنا للكهرباء – نحن سكان الأدوار العليا – بسبب تشغيل أجهزة التكييف أو المراوح.

بل إن نظافة السطح سوف تشجع السكان على تركيب إما شماسى «أو بروجولات» للجلوس تحتها مع وضع طاولات للعب البنج بونج -مثلًا- وبذلك نحمى أطفالنا من مخاطر الشوارع.. ونحمى شبابنا من أخطار الكافيهات!! ونخفف من الأعباء المالية للأسر، فقيرها وغنيها!!

وتشجيعًا للناس على نظافة أسطح مساكنهم.. ماذا لو خفضنا من أسعار كهرباء العمارات التى تلتزم بهذه القواعد.. وإذا كان البعض يبنى مساجد، أو يحول البدروم إلى مساجد صغيرة ليحصل على إعفاء من استهلاك المياه.. لماذا لا نكرر نفس الأسلوب هنا. بل ننظم مسابقات لأجمل سطح.. وأحسن استخدام لهذا السطح بين الأحياء وبعضها البعض.. وأن ننظم مسابقات رياضية وثقافية أى ننشئ مكتبة صغيرة للقراءة وأيضًا للاستعارة.. ويا سلام لو أنشأنا فرقًا مسرحية للأحياء للرقى بالذوق العام.. وكل ذلك فوق السطح.. هيا بنا نشجع الجمال.. ونقضى على القبح الذى يغلف كل حياتنا الآن!!

زر الذهاب إلى الأعلى