من حق الرئيس أن يسأل عن أى شىء، ومن حقنا أن نسأل الرئيس عن أى شىء، دون خطوط حمراء.. فالرئيس هو من طالب الشباب بذلك فى مؤتمر الشباب بالعاصمة الإدارية الجديدة.. فنحن نرى الرئيس يسأل معاونيه بلا سقف.. ويفاجئهم بالأسئلة.. من قبل سأل محافظ القاهرة عن الميزانية، والآن يسأل رئيس شركة الزراعات المحمية عن راتبه الشهرى فجأة!.
فليست المشكلة فى الأسئلة ذاتها.. المهم فى طريقة الأسئلة.. فهل رأيتم رئيسًا يسأل أحد معاونيه: بتقبض كام يا محمد؟.. السيسى يمكن أن يفعل.. يؤكد فى كل زيارة على بعض المعانى.. يؤكد على أهمية العيش الحلال.. يقول «مش هسيب لابنى جنيه».. وأنا أصدق الرئيس.. لكنه سيترك له «أنظف اسم».. أصدقه حين يقول إنه ليس ضد أحد، وإنما ضد «الفوضى»!.
فماذا يريد الرئيس أن يقول من سؤاله للواء محمد عبدالحى؟.. يريد أن يقول إن هذا الرجل يدير المليارات لكنه لا يقربها، ولا يستطيع.. ويعيش بالحلال.. ويخرج بعد أن يؤدى مهمته طبقًا للقواعد.. لا أخذ جنيهًا ولا تربح ولا ترك فيلا، ولا سرّب مليارًا لأبنائه خارج مصر.. ثم يقول بوضوح: «محدش يقدر ياخد جنيه يحطه فى جيبه، واللى يعمل كده ملوش مكان بينا»!.
فالناس سمعة.. والمؤسسات أيضًا.. وقد سألت بعض المستثمرين عن شراكة الجيش.. فلم أجد واحدًا يقول لى أى شىء.. إنما يقولون إنه «شريك نزيه».. وربما كانت الملاحظات بشأن مزاحمة الاستثمار الخاص.. وهذه نقطة رد عليها الرئيس.. ورد عليها غيره أيضًا.. قال إن الجيش لا ينفذ المشروعات بنفسه.. وإنما ينفذها القطاع المدنى، والجيش يشرف فقط!.
فالرئيس لا يسأل فقط عن المرتبات، ولا يسأل فقط عن الأسعار والأسواق.. إنما يسال عن تقنين الأراضى، ويسأل عن فوضى البحيرات، ويتعهد بأن يعيدها لأيام مجدها.. والرئيس إذا قال فعل.. لأنه يتابع.. ولأنه يذاكر ويسجل الملاحظات، ويراجعها من وقت لآخر.. وقد توقف عند طريق المحمودية وأمر بإنهاء المشكلة، كما طالب بإنهاء مشكلة مسجد فى الطريق العام!.
فمنذ أول يوم قلت إن الرئيس السيسى هو من يستطيع اتخاذ القرارات الصعبة والجريئة.. اتخذ قرار تحرير سعر صرف الدولار.. لم يستطع أى رئيس آخر أن يفعل.. اتخذ قرارات تحرير أسعار الطاقة.. تعاملنا مع الأمر على أنه «قضاء وقدر» وتعايشنا معه.. قلت إنه من يملك نقل الوزارات خارج القاهرة.. وفعل.. وكأنه يعشق التحدى.. ثم خرج بمصطلح أنه يتحدى التحدى!.
وأخيرًا، هناك رسائل كثيرة تلقاها «الرأى العام»، على هامش افتتاح مشروع الصوبات الزراعية بقاعدة محمد نجيب.. كلها تؤكد «فكرة الدولة».. وتؤكد أهمية الانضباط والعيش الحلال.. وتضع نهاية لنهب الأراضى.. إنها «القيادة النزيهة».. ولذلك نؤيد الرجل من أجل الوطن؟!.