حذرت تقارير استخباراتية غربية، من أن السودان تمثل المصدر الرئيسى للإرهابيين، الذين ينضمون إلى تنظيم «داعش» الإرهابى فى ليبيا، سواء من السودانيين، الذين يعتنقون الأفكار المتطرفة، أو من خلال الهجرة غير الشرعية إلى ليبيا عبر السودان.
وأكدت التقارير الاستخباراتية التى أعدتها المخابرات الفرنسية النشطة فى إفريقيا، بالتعاون مع المخابرات الأوروبية والأمريكية، أن نظام الرئيس السودانى عمر البشير، يلعب دورًا رئيسيًا فى تغذية «داعش» بالمقاتلين، وذلك إما بغض الطرف عن تدفق المقاتلين السودانيين والأجانب إلى ليبيا، أو بسبب ضعفه الشديد، وعدم قدرته على السيطرة على البلاد، والفساد المنتشر فى الحكومة والأجهزة الأمنية السودانية.
ووفقًا للتقديرات الاستخباراتية التى نشرتها مجلة «جين أفريك» الفرنسية، فإن السودان تتحول إلى بوابة جديدة لنقل الإرهابيين من العديد من دول العالم إلى ليبيا، مثلما كانت تركيا بوابة لانتقال المقاتلين والإرهابيين إلى سوريا، لكن تلك المرة سيكون الموقف أسوأ بكثير مما سبق.
وتمادت التقارير فى التحذير من أن «داعش» ربما يتمكن من السيطرة على السودان، وإسقاط نظام الرئيس البشير، نظرًا لانتشار مراكز التجنيد، وتزايد أعداد الشباب المنضمين إليه.
تدخل فرنسا عسكريًا
ونظرًا لخطورة هذه التقارير؛ حسمت فرنسا أمرها، وقررت التدخل عسكريًا فى ليبيا، لوقف تطور الأوضاع لصالح تنظيم «داعش» الإرهابي. وقالت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية إن المخابرات الفرنسية أعدت تقريرًا مفصلًا حول الأوضاع فى ليبيا، وخطورة التنظيم الإرهابى، وأوصت بضرورة التدخل العسكرى السريع هناك.
وأبدى الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند قناعة كبيرة بهذه الخطة، وخطورة الموقف، وحسم أمره بالتدخل عسكريًا فى ليبيا، ويجرى الجيش الفرنسى استعدادات وترتيبات لشن عملية عسكرية قريبة ضد «داعش».
ستة أشهر بمساعدة مصر
وبناء على المعلومات التى قدمتها المخابرات الفرنسية، فإن التدخل يجب أن يكون سريعًا، وفى مدة لا تتجاوز ٦ أشهر، حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة، ويتمدد التنظيم الإرهابى، ويحقق المزيد من المكاسب، ويكون من الصعب التعامل معه واستئصاله.
ونصحت المخابرات الفرنسية الرئيس هولاند بالاستعانة بدول جوار الجزائر الفاعلة، والقادرة على مواجهة خطر «داعش»، وعلى رأسها مصر، وأنها يجب أن تكون طرفًا رئيسيًا وفاعلًا فى أى تحرك عسكرى فى ليبيا، ويجرى تنسيق جميع العمليات معها.
وينفذ الجيش الفرنسى حاليًا عمليات عسكرية فى منطقة الساحل والصحراء الكبرى، وتدخل من قبل عسكريًا فى مالى، ضد التنظيمات المسلحة التى حاولت السيطرة على البلاد، ولا يزال يخوض عمليات عسكرية فى المنطقة، ضد تنظيمات إرهابية متعددة، منها «المرابطون»، و«الموقعون بالدم»، و«تنظيم القاعدة» فى بلاد المغرب العربي.
طلعات مستمرة
ووفقا للصحيفة الفرنسية؛ فإن طائرات التجسس والمراقبة الفرنسية تحلق باستمرار فى سماء ليبيا، ويجرى مراقبة جميع تحركات التنظيم ومعسكراته والمدن التى يسيطر عليها، كما تراقب فرنسا المنشآت النفطية الليبية، وما يجرى حولها، حتى تتأكد من عدم اقتراب «داعش» منها.
وقالت الصحيفة، إن التقارير الكثيرة الواردة من ليبيا، تدعو صاحب القرار للمضى قدمًا فى خطط الإعداد لعملية عسكرية واسعة فى ليبيا، بسبب تمدد «داعش» على الحدود الجنوبية لأوروبا أولًا، وتزايد عدد الإرهابيين القادمين من دول المنطقة، وأيضًا من العراق وسوريا ومن اليمن والسودان، إلى جانب الاضطرابات والتهديدات التى يُشكلها طوارق جنوب ليبيا وشمال مالى والنيجر.
مراكز تجنيد «داعش» بالسودان
وأشارت تقارير غربية إلى أن «داعش» أقام ما يشبه مراكز تجنيد فى السودان، لاستقبال الشباب السودانى، الراغب فى الانضمام إلى التنظيم، وكذلك الشباب القادم من مختلف دول العالم، وهو ما يثير المخاوف حول هروب وهجرة عشرات الشباب من أوروبا إلى السودان، للانضمام إلى التنظيم فى ليبيا، وذلك بعد التضييق عليهم، وعدم تمكنهم من السفر إلى تركيا، والانضمام إلى التنظيم فى سوريا والعراق.
ورصدت المخابرات وجود أكثر من ٧٠ قيادة سودانية فى «داعش» ليبيا، وأنهم يتولون بصورة أساسية تجنيد ونقل المقاتلين عبر الصحراء من السودان إلى سرت، وأن سلطات الرئيس البشير لا تبذل الجهود الكافية لوقف هذه العمليات.
ويدفع التنظيم الإرهابى أموالًا طائلة لهؤلاء الشباب، تصل إلى ٥٠٠ دولار شهريًا، وهو مبلغ ضخم بالنسبة للعملة السودانية، فضلًا عن تقديم رشاوى مالية لمسئولين كبار فى نظام البشير وقادة بالجيش.
تبشير بفتح «داعش»
وانتشرت الكتابات المؤيدة لـ«داعش»، والخلافة المزعومة فى شوارع السودان، وانتشرت الكتابات على المبانى الحكومية والمدارس والجامعات، مما يشير إلى اعتناق الكثيرين لأفكار «داعش»، الذى ربما يسيطر على السودان مستقبلًا، إذا ظلت الأمور على وتيرتها الحالية.