أكد المفوض التجارى هان بينج المستشار الاقتصادى والتجارى لسفارة الصين بالقاهرة أن التعديلات الدستورية تحقق مزيدا من الاستقرار السياسى فى مصر، الذى يعد شرطا أساسيا لتحقيق التنمية وأنها تعطى الثقة للأجانب حول الاستقرار السياسى فى البلاد..متوقعا أن التعاون بين مصر والصين سيكون أفضل فى السنوات الثلاث المقبلة.
وأضاف بينج ـ فى حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم ـ” أن مصر دولة متميزة فى المنطقة ومستقرة وتشهد تطورا اقتصاديا بشكل جيد مؤكدا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى سيشارك فى المنتدى الثانى للحزام والطريق الذى سيبدأ أعماله الخميس المقبل ولمدة ثلاثة أيام بحضور 40 من قادة دول العالم وممثلين عن 100 دولة”.
وأوضح أن المنتدى الثانى يتضمن اجتماع القمة والمائدة المستديرة ومنتديات فرعية التى من المتوقع أن يشارك فيها عمرو نصار وزير التجارة والصناعة ووزيرة الاستثماروالتعاون الدولى سحر نصر والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس فضلا عن مؤتمر لرجال الأعمال الذى يعقد لأول مرة وقد تمت دعوة 800 من رجال الأعمال من بينهم 300 رجل أعمال من خارج الصين..مشيرا إلى مشاركة 17 من رجال الأعمال المصريين فى هذا المؤتمر.
وأفاد بأن الهدف من عقد هذا المنتدى هو إعطاء فرصة للمشاركين لطرح أفكارهم ورؤيتهم حول التعاون بشكل أفضل وبناء فى العالم..موضحا أنه من المقرر أن يعقد 12 منتدى فرعيا على مستوى الوزراء على هامش المنتدى الثانى لمناقشة وتبادل الآراء حول السياسات والبنية التحتية وتسهيل التجارة والتعاون فى مجالات التعليم والثقافة والمناطق الحرة والابتكار وطريق الحرير والمؤسسات البحثية والتعاون بين الأقاليم وكذلك المنتدى الرقمى من أجل تطوير التعاون فى مجال الحبوب.
وأوضح بينج أن مصر دولة نشطة جدا فى مبادرة الطريق والحزام وتسهم بأفكارها لجعل هذه المبادرة أكثر شمولا..مشيرا إلى أن هذه المبادرة التى أطلقتها الصين منذ أكثر من خمس سنوات حظيت بترحيب عالمى حيث تم التوقيع على 118 اتفاقية بين الصين وأكثر من 100 دولة وإقامة البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية بمشاركة 92 دولة وقد تم تنفيذ 28 مشروعا باستثمارات بقيمة 4ر5 مليار دولار من بينها مشروع إقامة محطة الطاقة الشمسية فى مصر بقيمة 210 ملايين دولار حتى الآن فى إطار أنشطة هذا البنك.
وقال إن من أهم انجازات مبادرة الحزام والطريق، بناء شبكة كبيرة من خطوط السكك الحديدية وصلت إلى 4 آلاف خط سكة حديد يربط بين الصين وبعض الدول الآسيوية وأوروبا وكذلك مشروع الممر فى باكستان ومشروع ميناء بيرايوس فى اليونان وغيرها..مشيرا إلى أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة بين الصين ودول الحزام والطريق تخطت 70 مليار دولار بينما تخطت التجارة البينية بين الصين وهذه الدول 5 تريليونات دولار.
وردا على سؤال حول الاتفاقيات على هامش المنتدى، أعرب بينج عن أمله فى التوقيع على خطة عمل التعاون الاقتصادى بين مصر والصين والمنبثقة من المبادرات الثمانية الرئيسية، والتى تم الاتفاق عليها خلال قمة منتدى التعاون الصينى – الإفريقى التى عقدت فى سبتمبر الماضى فضلا عن التوقيع على قائمة أولويات المشروعات التى يتم دعمها خلال الفترة المقبلة فى إطار آلية القدرة الإنتاجية التى تسمى (2+2 ) التى يشارك فيها وزير التجارة والصناعة عمرو نصار ووزيرة الاستثمار والتعاون الدولى سحر نصر ووزير التجارة الصينى ومفوض التنمية القومية والإصلاح الصيني.
وأشار إلى أنه من المقرر التوقيع مع هيئة قناة السويس على اتفاقية لتطوير منطقة التعاون الاقتصادى والتجارى المصرى – الصينى ( تيدا ) فى العين السخنة، وكذلك على اتفاقية لإقامة ورشة لوبان العاشرة فى أفريقيا على أن تكون مقرها مصر وهى ورشة للتدريب المهنى للمتخصصين الممتازين فى مجال الأثاث بجانب التوقيع على البروتوكول الخاص لاستيراد البلح المصري، وذلك على هامش أعمال المنتدى.
وعن التعاون الاقتصادى مع مصر، قال بينج” إن التبادل التجارى بين مصر والصين ارتفع إلى 87ر13 مليار دولار العام 2018 مقارنة بـ 8ر10 مليار دولار عام 2017 ..مشيرا إلى زيادة الصادرات المصرية للصين إلى أكثر من 8ر1 مليار دولار العام الماضي.
وقال إن مشاركة مصر فى أول معرض للواردات الصينية فى شنغهاى العام الماضى بجناح ضيف الشرف وجناح الأعمال كان فرصة للترويج للمنتجات المصرية خاصة الزراعية..مشيرا إلى أن الصين استوردت البرتقال المصرى بقيمة 80 مليون دولار العام الماضي، وبهذا احتلت مصر المرتبة الرابعة بين الدول المصدرة للبرتقال للصين.
وأضاف” كما فتحت الصين أسواقها أمام استيراد العنب المصرى وتم التوقيع على اتفاق لاستيراد بنجر السكر فى ديسمبر الماضي، ونفكر حاليا فى استيراد الرمان والبصل وعسل النحل من مصر وهناك مناقشات حول هذا الموضوع ونأمل الانتهاء من المفاوضات الفنية هذا العام”.
وعن الاستثمارات الصينية، أفاد بينج بأن قيمة الاستثمارات الصينية بلغت 7 مليارات دولار فى مصر بنهاية 2018 ..موضحا أنه يتم التنسيق بين مبادرة الحزام والطريق واستراتيجية التنمية فى مصر بينما نقوم بتنفيذ مشروعات للبنية التحتية خاصة فى مجالى النقل والطاقة حيث يتم الانتهاء حاليا من خطوط نقل الكهرباء فى بعض المناطق فى مصر بمسافة 1210 كيلومترات فضلا عن بناء القطار الكهربائى الذى سيربط بين مدينة العاشر من رمضان بالعاصمة الإدارية الجديدة .
وأشار إلى مشاركة الشركات الصينية بنشاط فى العاصمة الإدارية الجديدة خاصة فى منطقة الأعمال المركزية حيث تم تخصيص 3 مليارات دولار للمرحلة الأولى من هذه المنطقة، فضلا عن مشاركة شركة صينية فى مناقصة لعمل خط سكة حديد من عين السخنة إلى العلمين.
وأوضح أنه يتم حاليا التوسع فى منطقة (تيدا) للتعاون المصرى الصينى حيث تم الانتهاء من البنية التحتية ل2 كيلومتر مربع من المرحلة الثانية التى تبلغ مساحتها الكلية 6 كيلومترات مربع والتى أعلن عنها الرئيس السيسى والرئيس شى جين بينج عام 2016، ويتم حاليا دعوة الشركات للاستثمار فى هذه المنطقة..مشيرا إلى أن شركة (تيدا) بدأت الشهر الماضى فى الإعداد لتطوير الجزء الثانى من المرحلة الثانية بمسافة 2 كيلومتر أخرى.
واستطرد قائلا” إنه يتم التفاوض حاليا لإقامة عدة مناطق أخرى بين مصر والصين من بينها منطقة الصناعات الخفيفة ومنطقة للجلود ومنطقة النسيج التى يتم بناؤها حاليا فى مدينة السادات”.
وحول تأثير الحرب التجارية الأمريكية على مبادرة الحزام والطريق، أكد أن هذه الحرب لها تأثير سلبى على سلاسل الإنتاج الصناعية العالمية والاقتصاد العالمى وليس على الاقتصاد الصينى فحسب، معربا عن اعتقاده بأن هذه الحرب ليس لها تأثير على مبادرة الحزام والطريق ولا على المشروعات لأن هذه المبادرة مفتوحة وشاملة والصين تعمل على جذب جميع الدول للمشاركة فيها..معربا عن أمله فى حل المشاكل بين الصين والولايات المتحدة فى القريب العاجل.