أخبار عربية و إقليميةتحقيقات و تقاريرعاجلفلسطين وإسرائيل

تقديرات استخباراتية أمريكية: تل أبيب لم تحقق هدفها بالقضاء على مقاتلى الحركة.. والمقاومة لا تزال تملك ذخائر كافية لمواصلة ضرب الدولة العبرية عدة أشهر

إسرائيل تفشل فى تدمير حماس بعد نحو 4 أشهر من الحرب على غزة..

حالة من الفشل الذريع تلاحق إسرائيل فى تحقيق أهدافها من حربها الوحشية على قطاع غزة، والتى تقترب من إتمام شهرها الرابع. فرغم القدر الهائل من سياسة الدمار والقتل التى انتهجتها الدولة العبرية إلا أنها لم تحقق أى نجاحات عسكرية كبرى حتى الآن فيما يتعلق بتدمير قدرات حماس، ولا تزال تتلقى صواريخ فى قلب الداخل الإسرائيلى، ناهيك عن الخسائر التى منيت بها فى قطاع غزة.

وكانت إسرائيل قد أعلنت قبل أيام عن تدمير المنطقة الصناعية الرئيسية لتصنيع الصواريخ والأسلحة فى وسط قطاع غزة، بالإضافة إلى شبكة أنفاق واسعة تحتها ضمت بعض المنشآت. ورغم ذلك، فقد تعرضت لقواتها للهجوم “الأشد فتكا” منذ بداية الحرب وخسرت 24 جنديا فى هجوم واحد اليوم، الثلاثاء.

وسلطت العديد من التقارير الضوء على هذا الإسرائيلى الواضح، من بينها تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية ذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلية قتلت ما بين 20 إلى 30% من مقاتلى حماس، بحسب تقديرات الاستخبارات الأمريكية، وهى الحصيلة التى لا ترقى لتحقيق هدف الدول العبرية بتدمير الحركة، وتثبت صمودها بعد أشهر من الحرب التى دمرت مناطق واسعة من قطاع غزة.

وفى دلالة على فشل إسرائيل، فقد أشارت التقديرات الاستخباراتية أيضا إلى أن حماس لا تزال تمتلك ما يكفى من الذخائر لمواصلة ضرب إسرائيل وقواتها فى غزة لعدة أشهر، وأنها تحاول إعادة تشكيل قوة الشرطة الخاصة بها فى بعض مناطق مدينة غزة.

 وفى الأسبوع الماضى، قال الجيش الإسرائيلى أن أكثر من 9 آلاف من عناصر حماس والجماعات الأخرى المتحالفة معها، قتلوا على يد الجيش الإسرائيلى فى قطاع غزة منذ بداية الحرب، بالإضافة إلى حوالى ألف قتلوا داخل إسرائيل فى 7 أكتوبر. وفى عام 2021، قال قائد كبير فى الجيش الإسرائيلى، أنه يعتقد أن الحركة تضم حوالى 30 ألف مقاتل. لكن الخسائر التى تكبدتها إسرائيل مؤخرا لا تشير إلى أن قدرات حماس العسكرية قد تأثرت بشكل بالغ.

 وكان الجيش الإسرائيلى قد أعلن أن القتال فى غزة سيستمر على الأرجح طوال عام 2024 بأكمله، حيث تعمل إسرائيل على تجريد حماس من قدراتها العسكرية والقيادية. كما تعهدت بمواصلة القتال حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين من الأسر.

وسحبت إسرائيل آلاف القوات من غزة بعد ضغوط من الولايات المتحدة للانتقال إلى مرحلة أقل كثافة من حربها ضد حماس، لكن المسؤولين العسكريين، يقولون أن الحرب قد تستمر لعدة أشهر أخرى.

ووفقا لوول ستريت جورنال، فإن قدرة حماس على النجاة بعد نحو أربعة أشهر من العمليات الإسرائيلية بقطاع غزة تثير تساؤلات داخل إسرائيل والأراضى الفلسطينية وبالخارج، بشأن ما إذا كانت تل أبيب قادرة على بلوغ أهدافها الحربية.

وعن أهداف حماس من هذه الحرب، قال مسئول عسكرى إسرائيلى كبير للصحيفة: “ليس عليك الفوز، عليك فقط ألا تخسر”. بينما قال الجنرال المتقاعد، جوزيف فوتيل، الذى سبق أن تولى منصب قائد القيادة المركزية الأمريكية أن “حماس أظهرت أنها لا تزال قادرة على القتال، لكن الخسائر تستمر فى فرض المزيد من الضغط على شبكة الحركة”.

وكانت شبكة سى إن إن الأمريكية قد ذكرت فى تقرير لها فى أعقاب عملية طوفان الأقصى إن حماس تحصل على أسلحتها من عدة وسائل منها التهريب والإنتاج المحلى وتلقى بعض المساعدات العسكرية من إيران.

 وقال بلال صائب، العضو البارز فى معهد أبحاث الشرق الأوسط فى واشنطن، إن البنية التحتية لأنفاق حماس واسعة النطاق.

من جانبها، قالت هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى إن حماس خلال عملية “طوفان الأقصى”  حصلت على أسلحة نوعية جديدة فاجأت الجميع، حتى الإسرائيليين أنفسهم، منها الطائرات المسيرة محلية الصنع، والطائرات الشراعية التي حملت مقاتلي حماس إلى مسافة 25 كيلومترا داخل البلدات الإسرائيلية، وقنابل حارقة دمرت آليات ودبابات إسرائيلية، بالإضافة إلى صواريخ جديدة بعيدة المدى وصلت تل أبيب، ومنظومة دفاع جوي محلية الصنع أطلقت عليها اسم “متبر 1”.

وأثيرت العديد من التساؤلات عن كيفية حصول الحركة على الأسلحة وتطويرها بهذا الشكل والتدريب عليها، رغم أنها محاصرة في منطقة مساحتها 350 كيلومتر مربع وتحت رقابة إسرائيلية صارمة وحصار بحري وجوي وبري.

وقال علي بركة، رئيس العلاقات الوطنية لحماس في الخارج، لبي بي سي: “لدينا مصانع محلية لكل شيء، للصواريخ التي يتراوح مداها 250 كم، و160 كم، و80 كم، و10 كم. لدينا مصانع لمدافع الهاون وقذائفها”. وأضاف: “لدينا مصانع للكلاشينكوف ورصاصها. نحن نصنع الرصاص في غزة”.

زر الذهاب إلى الأعلى