تحقيقات و تقاريرخاص الحدث الآنعاجل

خاص ” الحدث الآن ” ..نظرة على أزمة نقص الوقود في المحطات ببريطانيا

 شهدت بريطانيا خلال الأسبوع الماضي إقبال كبير على شراء الوقود بدافع الخوف الشديد ، وذلك بعد أن حذرت شركات النفط من أنه لا يوجد لديها عدد كافي من سائقي الشاحنات لنقل البنزين والديزل من مصافي التكرير إلى محطات الوقود ، مما أدى إلى نفاذ الوقود من المحطات بمدن رئيسية ، وتُشير التقديرات إلى أن نقص السائقين يُبلغ حالياً أكثر من (100.000) سائق في بريطانيا .. وقد أعلنت جمعية بائعي الوقود بالتقسيط – التي تمثل (65%) من محطات الوقود في بريطانيا – أن أعضاؤها أكدوا أن ما بين ( 50 : 90% ) من مضخات البنزين وصلت لمرحلة الجفاف في بعض المناطق ، وخاصة في العاصمة لندن .. يُشار إلى أن تلك الأزمة تُخفي أزمة أكبر ، وهي نقص اليد العاملة في بريطانيا ، وذلك بعد أن غادر أكثر من مليون عامل أجنبي العاصمة لندن خلال عام واحد فقط بعد خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي ( بريكست ) .

 في المقابل أكدت الحكومة البريطانية أن مخازنها لا تُعاني من أي نقص في الوقود ، وليس هناك أي أزمة في احتياطي البلاد من البنزين ، كما أعلنت عن وضع الجيش على أهبة الاستعداد للمساعدة في تخفيف الضغط على محطات الوقود ، حيث أكدت وزارة الطاقة أن عدداً محدوداً من سائقي الصهاريج العسكرية سيتم وضعهم في حالة استعداد ونشرهم إذا لزم الأمر لتحقيق مزيد من الاستقرار في سلسلة توريد الوقود .. كما أعلن وزير النقل ” جرانت شابس ” أن هناك بعض المؤشرات الأولية على تجاوز ذروة الأزمة ، لكن هذا لا يمنع من أن حالة الهلع في البحث عن البنزين مازالت مستمرة ، وسوف تحتاج إلى بضعة أيام حتى تعود الأوضاع للاستقرار ، وأوضح أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان عاملاً في المشاكل الحالية مع النقص المستمر في سائقي الشاحنات ، موضحاً أن إصدار أوامر للقوات المسلحة بالبدء في الاستعداد لتسلم الشحنات كان الإجراء الـ (18) الذي تتخذه الحكومة منذ الربيع الماضي لتخفيف الضغط على إمدادات الوقود .

وقد أعلنت كبرى شركات توزيع الوقود في بريطانيا – ومن بينها شركتي ( شيل / إكسون موبيل ) وغيرهما – أنه ليس هناك أي نقص في الوقود في البلاد ، وأكدت أن الضغوط على الإمدادات ناتجة عن ارتفاع مؤقت في طلب العملاء ، وليس عن نقص في الوقود على المستوى الداخلي .

 أسباب الأزمة 

 يُعتبر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ( البريكست ) هو أحد أسباب تلك الأزمة ، ويرجع ذلك إلى إقرار بريطانيا لنظام هجرة مُعقد يجعل من الصعب دخول اليد العاملة الأوروبية بدون المرور بمسار طويل من الإجراءات ، مما جعل العديد منهم يفضل العودة إلى بلدانهم .. وقد أكد كبير المفاوضين الأوروبيين في ملف البريكست ” ميشيل بارنييه ” أن ما يُحدث خلال تلك الأزمة سببه المباشر هو ( البريكست ) .. فيما أظهرت إحصائيات جمعية ( النقل الطرقي البريطانية ) أن عدد السائقين الأوروبيين الذين عادوا لدولهم بعد ( البريكست ) يتراوح ما بين ( 16 : 20 ) ألف سائق ، وهو رقم أقل من النقص الموجود في عدد سائقي الشاحنات في بريطانيا والمقدر بأكثر من (100) ألف سائق .. ولذلك اعتبر عدد من الخبراء الاقتصاديين أن ( البريكست ) قد أسهم في تفاقم أزمة نقص سائقي الشاحنات بدون أن يكون السبب الرئيسي فيها .

 تسببت أزمة كورونا في تفاقم تلك الأزمة ، حيث أدت إلى الآتي :

  • ظهور مشكلة في رخص قيادة المركبات الثقيلة التي لا يمكن إصدارها أثناء الحجر الصحي لأزمة كورونا ، حيث أكد رئيس ( رابطة تجار البترول ) ” براين مادرسن ” أن هناك (40.000) طلب معلق للحصول على تراخيص قيادة مركبات ثقيلة من قبل البريطانيين .
  • تقاعد السائقون الأكبر سناً ، ولم يحل محلهم آخرون للتراكم الكبير في اختبارات سائقي الشاحنات الثقيلة بسبب أزمة كورونا .

 الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لحل الأزمة 

 قررت الحكومة تجميد ما يُعرف بقانون المنافسة ، والذي يمنع على أي شركة استخدام وسائل شركة أخرى منافسة ، وبموجب هذا القرار سيكون بإمكان أي شركة لتوزيع الوقود أن تستخدم شاحنة شركة منافسة لتسهيل عملية التوزيع في البلاد .

 أعلنت الحكومة أنها سوف تمنح نحو (10500) تأشيرة عمل مؤقتة لسائقي الشاحنات الثقيلة من جنسيات أوروبية لدخول البلاد ، وذلك حتى انتهاء احتفالات أعياد الميلاد .

 أرسلت الحكومة نحو مليون خطاب إلى السائقين الذين يحملون رخص شاحنات ثقيلة لتشجيعهم على العودة إلى العمل .

 أعلنت الحكومة عن تمديد تراخيص المركبات الثقيلة .. كما تعتزم الحكومة تدريب (4000) سائق ليصبحوا سائقي شاحنات ثقيلة .

 تدرس الحكومة قرار بأن تحدد سقف استهلاك كل فرد من الوقود بحيث لا يتعدى ما بين
( 30 : 40 ) دولار لكل فرد ، وهو الإجراء الذي تم إتباعه مع المواد الغذائية خلال فترة أزمة كورونا وانتشار حالة الهلع لتخزين الأطعمة .

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى