قالت أسماء الحسيني، الخبيرة في الشأن الأفريقي ومديرة تحرير الأهرام، بشأن قصف القوات الإثيوبية لمعسكر الأنفال بولاية القضارف السودانية، إن الهجمات الإثيوبية على الحدود السودانية أمرٌ يثير القلق لدى قطاعات واسعة من السودانيين، ولكن الخرطوم حريصة في ذات الوقت على عدم التصعيد مع أديس أبابا نظراً للعلاقات الوثيقة التي تربط بين البلدين.
وأضافت الحسيني في تصريحات لــ”الرئيس نيوز”: “رغم احتجاج الجيش السوادني الشهر الماضي على الاعتداءات الإثيوبية على الأراضي السودانية، إلا أن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد والسلطات الإثيوبية أعلنت حرصها على العلاقات مع السودان وأنها تسعى لحل الخلافات الحدودية، كما أن الطرفان يحاولون التقليل من أهمية الخلاف الحدودي باعتبار أنها تحصل طوال السنوات الماضية”.
وأشارت: “هناك قطاعات كبيرة تحمّل الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، هذه الخلافات الحدودية، وأنه أطلق يد إثيوبيا في المناطق في ظل حاجته لهم لدعمه ضد احتجاجات المعارضة المسلحة في السودان، والتي تلعب دوراً ايجابياً في القضايا التي يعاني منها النظام السابق وغيرها من القضايا”.
وتعتقد الحسيني أن الحكومة الانتقالية السودانية حريصة على تقليل أهمية الاضطرابات الحدودية بالقول أنها مجرد عصابات وكذلك الأمر بالنسبة للحكومة الإثيوبية، مشددةً على أن ترسيم الحدود بين البلدين بات ضرورياً ومطروحاً بقوة.
ولفتت الحسيني إلى ما أكده نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” بعد زيارته لإثيوبيا التي استمرت لأيام بأنه سيكون هناك خط سكة حديد بين البلدين وغيرها من التعاون الوثيق بين البلدين.
وأتمت الخبيرة في الشأن الأفريقي بأن “مسار الخلافات الحدودية مختلف عن مسار سد النهصة الذي يحكم السودان فيه عدة عوامل أبرزها الرغبة في التهدئة والتأكيد على الحوار، بالإضافة إلى الضغوط التي تواجه الحكومة الانتقالية اقتصادياً وعلى صعيد علاقتها الخارجية ومعاناتها لرفع العقوبات الموقعة على النظام السابق، ما يجعلها تريد إظهار بأن سد النهضة ليس أولوية لها في الوقت الحالي”.