أفادت دراسة حديثة، بالعواقب الوخيمة على الأسماك في المحيطات جراء تبعات استمرار الاحتباس الحرارى خلال العقود القادمة، والتى من أبرزها اختلال الشبكة الغذائية بالمحيطات وتعرض الأسماك لمجاعة وتدهور الثروة السمكية للمجتمعات المعتمدة على الصيد.
ويقول إيفان نيجالكركان مشرف الدراسة من جامعة أدليد الأسترالية، لصحيفة “الجارديان” البريطانية، إنه حين عرض الفريق البحثى مجموعة من أحواض السمك للتغيرات المتوقعة في الحرارة وثانى أكسيد الكربون وجدوا مكانا سيئا للغاية.
وجلب الفريق، 12 حوضا مفتوحا للأسماك في خليج سان فينسنت الأسترالى مزود بكافة الظروف الطبيعية من صخور ونبات وكائنات صغيرة وعرضوا كل مجموعة للأحواض لتغيرات مختلفة في الحرارة والكربون لرؤية النتيجة.
ورفع الفريق حرارة المجموعة الأولى بنحو 3 درجات مئوية، ورفع نسبة ثانى أكسيد الكربون في المجموعة الثانية بـ900 جزء من مليون لتزيد حامضيته، بينما رُفعت مستويات الكربون والحرارة للمجموعة الثالثة، وتركت الأخيرة دون تدخل.
ويذكر أن مستويات الكربون والحرارة المستخدمة في التجربة هي المتوقع أن يبلغها العالم نهاية القرن الحالى.
ووجد الفريق بعد شهرين من التجربة تسبب ارتفاع الحرارة والكربون بنمو المزيد من الطحالب اللزجة بالقاع والتى قضت على غابات البحر والبكتيريات الصغيرة والقشريات التي تشكل قاعدة الهرم الغذائي للكائنات البحرية ورغم تكيف الأسماك على ارتفاع الحرارة إلا أنها تضورت جوعا بفقدان غذائها من الكائنات الدقيقة.
ويذكر أن حادثة ارتفاع درجات الحرارة بغرب أستراليا منذ 10 سنوات بمعدل درجتين مئويتين على مدار نصف شهر دمرت الغابات البحرية بالمنطقة ولم تتعافي بعد انتهاء الموجة الحارة.
ويقول إيفان إن لذلك عواقب وخيمة على الصيادين إما بموت السمك أو بهجرته بعيدا لأماكن أكثر برودة وغنى بالكائنات الدقيقة.
وأوضح أنه ليس تغير المناخ وحده القادر على عمل ذلك الأثر فلتلوث الأسمدة الزراعية نفس التأثير إذ يسبب تسرب الأسمدة الغنية بالنيتروجين للبحار نمو الطحالب وموت الكائنات الدقيقة والإخلال بالسلسلة الغذائية.