آراء أخرىأقلام حرة

رئيس تحرير جريدة الشروق السابق ” عبد العظيم حماد ” يكتب ( اجتهادات لترشيد الدكتاتورية )

نشر موقع الشروق مقالاً لرئيس تحرير جريدة الشروق السابق ” عبد العظيم حماد ” تحت عنوان ( اجتهادات لترشيد الدكتاتورية ) .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
1 – إن الدولة العميقة في مصر بقيادة المؤسسة العسكرية هي أقوى من جميع الفاعلين السياسيين مجتمعين ، فكيف وهم متفرقون ؟ وتقول المعطيات إن الدولة العميقة وحدها لم تستطع في الماضي ، ولن تستطيع في المستقبل أن تحل مشكلاتها ، ولا مشكلات المجتمع من باب أولى ، لأنها تتعقد أكثر بزيادة السكان ، وإهمال تعليمهم وتدريبهم ، وتدهور مستوى الصحة العامة ، ولأن الأوضاع الاقتصادية ازدادت سوءًا بإهمال الصناعة ، كما أن البيئة الإقليمية تغيرت على حساب مصر ، وخاصة في حوض النيل ، فضلاً عن تغير موازين القوى في الشرق الأوسط ، بما يخصم من الرصيد المصري ، وإدخال مصر دائرة المستهدفين بالإرهاب الديني ، وليست العمليات الإرهابية .
2 – قلنا إن الدولة العميقة في مصر بقيادة المؤسسة العسكرية لم تنجح وحدها في الماضي ، وإلا لما كنا وصلنا إلى ما وصلنا اليه قبل يناير 2011 وبعده ، ولا يتوقع لها النجاح وحدها في مواجهة كل التحديات التي سبقت .. يتمثل البديل في صيغة عملية مقننة للمشاركة بين الدولة العميقة والمجتمع ، صيغة تتيح لهذه الدولة العميقة الانتفاع بموارد وطاقات وخبرات المجتمع ، على أسس وطنية موضوعية ، وليس على أسس الولاء الفئوي أو الشخصي ، ولا على أساس التسليم مقدما بامتيازات سياسية أو اقتصادية خارج القانون والدستور لمؤسسة أو جماعة ، وعلى أن تختص الدولة العميقة بمهامها الكبرى ، في حفظ السيادة والوحدة الوطنية والإقليمية لمصر ، وإدارة الملفات الكبرى في الأمن القومي ، والعلاقات الدولية الرئيسية .
3 – كيف يمكن عملياً الوصول إلى هذا الحل الوسط التاريخي بين الدولة العميقة وبين المجتمع في مصر ؟ ، الإجابة أنه إذا كان علينا أن نسلم أن الدولة من جانبها ليست مقتنعة حتى الآن ، ولم تكن مقتنعة في يوم من الأيام بضرورة هذا الحل الوسط ولا جدواه ، فلابد أن نسلم أيضاً أن المجتمع لم ينتج بعد التنظيمات والمؤسسات القادرة على دفع الدولة في هذا الاتجاه ، بمعنى أن مصر تمتلك من الكفاءات الفردية في جميع المجالات ، ولكنهم لا يمثلون إلا أنفسهم ، ومن ثم فهم يستوعبون في الدولة العميقة فور جلوسهم على مقعد المسئولية .

زر الذهاب إلى الأعلى