من المعروف أن موقع ( ديبكا ) الإسرائيلي هو أحد الأذرع الإعلامية للمخابرات الإسرائيلية لتوصيل رأي ما أو إرسال شائعات أو نشر أكاذيب يعقبها قياس رأي عام أو قياس الروح المعنوية أو زرع الوقيعة بين فصائل الشعب المختلفة .. حاول الموقع أن يرسل إشارات بأن الطائـرة الروسيـة المنكوبـة قـد ( أسقطـت ) فـوق سينـاء وتحديـداً فـي منطقـة شمـال سينـاء ( الحسنة ) ، وبدأ الموقع في سرد قصص وهمية عن انتشار مقاتلي القاعدة في جبل الحلال وحصولهم على صواريخ مضادة للطائرات ، وأن الصاروخ الذي أسقط الطائرة الروسية أطلق من على مسافة (2865) قدم من جبل الحلال ، وأن هذه العملية رداً على التدخل الروسي في سوريا ، وأن موسكو تدفع ثمن تدخلاتها في العمليات ضد المنظمات الإرهابية في سوريا ، وأكد الموقع أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي لا تحلق على ارتفاعات منخفضة فوق هذه المناطق بسبب معلومات عن تواجد صواريخ مضادة للطائرات متقدمة لدى هذه العناصر .. مما سبق تتضح سقطة الموقع الإسرائيلي وسقطة المخابرات الإسرائيلية ، ويترجم حالة التخبط وقصر الرؤية وعدم قراءة الأحداث كما ينبغي ، وأن من يعملون في هذه الأجهزة هم مجموعة من الهواة وليسوا محترفين ، وذلك للآتي :
1 – ارتفاع الطائرة يتراوح من (30 : 35) ألف قدم ، ولا توجد صواريخ في منطقة الشرق الأوسط تستطيع التعامل مع هذه الارتفاعات .
2- لرصد هذه الطائرة ينبغي تواجد رادارات حديثة جداً تمتلكها الجيوش المصنفة فقط عالمياً ، أو رادارات المطارات المدنية التي تتعامل مع مثل هذه الارتفاعات .
3 – استخدام إسرائيل للفظ ( جبل الحلال ) المرتبط ذهنياً بعقول المصريين في التسعينات بالإرهاب للإيحاء بأن هناك تمركز لعناصر إرهابية به هو محض خيال ، لأن القاصي والداني يعلم أن تمركز الإرهاب حالياً في منطقة ( رفح / الشيخ زويد ) الحدودية ، وأن العمليات حالياً باتت تقتصر على ذرع العبوات المتفجرة ، لأنهم لا طاقة لهم على القتال المباشر مع الجيش المصري .
4 – محاولة الإشارة لسيطرة الإرهاب على سيناء وعدم قدرة الجيش المصري على مواجهته هي محاولة رخيصة للتشكيك في الجيش المصري وقدراته التي باتت تشكل لهم قلقاً حقيقياً في ظل تنامي قدراته العسكرية في الفترة الأخيرة ، وكذلك انفتاحه على السوق العالمي وتنوع مصادر السلاح ( فرنسا / روسيا / …. ) .
5 – مثل هذه المقالات تُعد من حروب الجيل الرابع ، ولكن الفشل الإسرائيلي يمتد لمحاولة استخدامها ضد مصر ، والتي باتت أجهزتها تمتلك القدرة السريعة والقوية على مواجهة مثل هذا النوع من الحروب .
6 – محاولة الإيحاء بأن الطيران الإسرائيلي يتجنب الطيران على ارتفاعات منخفضة في هذه المناطق هي النقطة الرئيسية والفضيحة الكبرى ، لأنه لو حاولت طائرة إسرائيلية اختراق المجال الجوي المصري فوق سيناء ، فهو بمثابة إعلان حرب والرد المصري سيكون قوياً ورادعاً ، وأضعفه إسقاطها فوراً .. هذه النقاط فقط لتوضيح السقطة …
( وللحديث بقية ) .