أقلام حرة

شيكابالا والزمالك وقانون الجذب

مقال لمحمد البنا بعنوان : ( شيكابالا والزمالك وقانون الجذب ) 

ينص قانون الجذب على أن مجريات الحياة وما توصلت إليه الآن وما تعيشه حاليا هو ناتج عن قوة الأفكار والتي لها خاصية جذب كبيرة، فكلما كانت الأفكار إيجابية فوارد أن تتحقق هذه الأفكار.. والعكس صحيح.

مهما كان اتفاقك أو اختلافك في مبدأ قانون الجذب، لكن ما يعيشه الزمالك الآن من حالة تخبط إداري نتج عنها موسما أبيض “حرفيا” من البطولات قد يتشابه مع قانون الجذب.

فكلما كانت أفكار الزمالك متمثلة في رئيسه مرتضى منصور إيجابية.. اجتذبت نجاحا، وكلما سيطرت عليها المؤامرة والتشاؤم والابتعاد عن المنطق والعقلانية، خلفت بطولة كأس سوبر بركلات الترجيح وخروج إفريقي وعربي وثالث دوري وفقدان كأس.

ألمح مرتضى منصور في أحاديث سابقة إلى أن الموسم المنقضي هو موسم “تآمر” على حد وصفه، وربط ذلك بالانتخابات التي ستقام نوفمبر المقبل.

يظن رئيس الزمالك أن بعض اللاعبين تآمروا عليه بالفعل وتحالفوا مع بعض المرشحين ضده من أجل خسارة البطولات وإحراجه، فكان ضروريا من إجراء مقصلة للاعبين كُثر، وعلى رأسهم محمود عبد الرازق “شيكابالا” قائد الفريق.

استبعد مرتضى أي سبب منطقي سواء من عدم استقرار فني أو تعاقدات غير مفيدة أو هدوء إداري.. فلجأ لغير المنطقي والأفكار السلبية التي اجتذبت إليها خسائر عديدة.

))  شيكابالا((

ارتباط جمهور الزمالك بشيكابالا والوقوف في وجه إدارته بسبب عرض نجمهم الأول للبيع ليس مرتبطا بمدى مردوده الفني.

 

فالبعض يسانده كونه كان النجم الأوحد في السنوات العجاف التي لم تشهد لقب دوري واحد، وآخرون يرون أنه لا يستحق الرحيل واستمرار بعض الأسماء الأخرى في الموسم الماضي نظرا لأنه الأكثر إيجابية رقميا كونه ساهم في 17 هدفا بكل المسابقات (سجل 5 وصنع 12).

والبعض له وجهة نظر أخرى، بأنه لم يعد له فائدة فنية بالإضافة لكبر سنه بعد بلوغه 31 عاما.

كما أن الموسم المنقضي لا يدعو بأي حال من الأحوال للبكاء على رحيل أي لاعب.

حسنا، دعنا نتفق أنها ليست لعبة فردية.. فعندما تسأل “ماذا قدم شيكابالا للزمالك” انظر لمن حوله من اللاعبين، والأجواء غير المستقرة إداريا سابقا وفنيا حاليا التي عاش الزمالك فيها في وجوده.

لكنه ليس ملاكا.. شيكابالا سيظل مثالا للموهبة التي لم تستغل الاستغلال الأمثل للأجيال الجديدة، سواء عندما كان شابا لم يجد من يقومه بالابتعاد عن التدريبات والسفر للساحل والتمرد، أو عندما أصبح راشدا وقرر فسخ عقده مع سبورتنج لشبونة التجربة التي كلفته الابتعاد عن الملاعب عاما كاملا أو أكثر.

لكن للتكفير عن قراراته الخاطئة فقد كلفه الكثير.. فبخلاف ربيع عمره الذي يذهب، لعب شيكابالا للزمالك بعقد يحصل بموجبه على ألف جنيه فقط! فحملته إدارة الزمالك قيمة ما دفعته لسبورتنج لشبونة لاستعادة عقده بعد الطريقة التي رحل بها.

عموما، شيكابالا له ما له وعليه ما عليه.. لكنه سيظل أحد أفضل من لمس الكرة بالقميص الأبيض.

لا أرى تبريرا لما تقوم به إدارة الزمالك مع صاحب القميص رقم 10.. فما كتبه اللاعب عبر حسابه على تويتر “عايزني إديني حقي.. مش عايزني سيبني أمشي” خير دليل على أن الأمور مجهولة بالنسبة لشيكابالا.

فإن كان المقياس على ما قدمه الموسم الماضي فقد ذكرنا أرقامه، وإن كان المقياس على طوال مسيرته.. فاللحظات الإيجابية سترجح كفته.

الكل شاهد ما فعله روما مع قائده فرانشيسكو توتي في الموسم قبل الماضي عندما قرر الإبقاء عليه لموسم آخر كان هو الأخير في الملاعب ليخرج بشكل مُشرف بخطاب عاطفي أمام جماهير ملأت ملعب الأولمبيكو.

الموسم الأخير لتوتي لعب فيه 28 مباراة لكنها لمدة 877 دقيقة فقط! شارك كأساسي في ست مباريات فقط.. لكن خلال مشاركاته هذه سجل توتي ثلاثة أهداف وصنع سبعة.. أي ساهم في 11 هدفا بمعدل هدف كل 79 دقيقة، دليل على تأثيره.

حتى ودع الجيلاروسي بهذا الشكل الأنيق.. خرج كالملك حقا.

الأمور لابد أن تكون واضحة في الزمالك.. الإدارة تعلن موقفها من اللاعب بشكل نهائي، فمرتضى منصور يصرح أن اللاعب طلب الرحيل وقد يدخل في صفقة تبادلية.. في حين يؤكد هاني زادة أن شيكابالا لن يكون ضمن أي صفقة تبادلية.

الجانب الآخر والذي مازال مطروحا، هو استمرار شيكابالا في الزمالك للموسم المقبل..

لكن على شيكابالا حينها أن يعي أن الوضع لن يكون كما اعتاد.. سواء قدراته البدنية أو الفنية فلن يستمر في العطاء ليكون هو الرجل الأوحد الذي يطير بالزمالك.

فعليه أن يتعايش مع الواقع، يتقبل عدم الاستعانة به في بعض المباريات، أن يدخل بديلا، يقوم بدور القائد في لم شمل الفريق، دور قد يجد نفسه فيه بعد تعليق حذائه، الأمر سيكون صعبا عليه لعدم اعتياده على الأمر.. هذا هو حال كرة القدم.

وحتى لا يصل الأمر معه مثلما حدث مع عماد متعب وعلاقته المتوترة مع حسام البدري بسبب عدم الاستعانة به أو مصارحته منذ البداية.. لابد أن يتم الأمر معه بصراحة وبشفافية من المدرب الجديد الذي لا نعلم اسمه حتى الآن!

يتبقى فقط أن يحول الزمالك ككل أفكاره السلبية التي خلفت الفشل التام الموسم الماضي إلى أمنيات إيجابية ليس بالأهواء فقط.. بل باتخاذ التدابير المنطقية والخطوات السليمة لكي يحقق مبدأ “قانون الجذب”.

زر الذهاب إلى الأعلى