قالت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية إن جائحة (كورونا) هي أصعب تحد يواجه رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون منذ توليه سدة الحكم، لافتة إلى أنه على الرغم من الكارثة المحدقة بكوريا الشمالية بسبب تفشي جائحة كورونا، إلا أن بيونج يانج لا تتعجل تطعيم شعبها ضد فيروس (كوفيد-19).
ورأت المجلة أن لهجة كيم الصارخة والصارمة أثناء مناقشة هذه الأزمة وتداعياتها تشير إلى مدى خطورة الوضع، قائلة إن بالنسبة لدولة تكره الاعتراف بمشاكلها الداخلية، فإنه من المثير للدهشة رؤية زعيم كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة وهو يذرف الدمع أثناء حديثه عن معاناة البلاد في أكتوبر عام 2020.
وذكرت المجلة أن في الشهر الماضي قارن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون بين المصاعب التي سببها وباء فيروس كورونا وبين الحرب الكورية، وأشارت إلى أن الزعيم الكوري الشمالي قال لمواطني بلاده قبل ذلك أن يستعدوا لـ”أسوأ النتائج على الإطلاق”.
وتساءلت المجلة الأمريكية عن مدى سوء الوضع في كوريا الشمالية، قائلة إنه إذا كان النظام نفسه يعترف بأن البلاد في حالة يرثى لها، فمن البديهي افتراض أن الأمور سيئة حقا.
وأكدت أنه مهما كانت تفاصيل الوضع، فقد دمرت إجراءات احتواء جائحة كورونا الاقتصاد الكوري الشمالي المنهك بالفعل، مما أدى إلى تفاقم أزمة نقص الغذاء وتسبب في حدوث أزمة إنسانية.
وأوضحت “فورين بوليسي” أنه على الرغم من الصعوبات المتزايدة التي تواجهها كوريا الشمالية، إلا أنها لم تظهر أي حاجة ملحة لتطعيم سكانها ضد فيروس كورونا، مرسلة بذلك إشارات متضاربة حول اللقاحات التي يمكن أن تخفف من مأزقها.
وقالت إن النظام يدرك تماما أنه لا يمكنه الحصول على لقاحات كافية لمنع انتقال العدوى بين أفراد شعبه، وبالتالي فهو حريص على عدم رفع سقف آمال مواطنيه بشأن العودة إلى حياة ما قبل الجائحة خشية مطالبتهم برفع القيود المفروضة لمنع تفشي الوباء.
وأشارت المجلة الأمريكية كذلك إلى أن عدم كفاية الأموال اللازمة لشراء لقاحات باهظة الثمن ونقص مرافق التبريد لنقلها وتخزينها يثبطان حماس كوريا الشمالية بشأن شراء اللقاحات.
وأفادت بأن كوريا الجنوبية والصين وروسيا من بين الدول التي عرضت تقديم جرعات من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا إلى بيونج يانج. وأعربت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أيضا عن استعدادها لمشاركة لقاحات فيروس كورونا مع كوريا الشمالية.
لكن هذه العروض، وفقا للمجلة الأمريكية، ذهبت أدراج الرياح بسبب رفض النظام الكوري الشمالي أي مساعدات صحية خارجية وادعائه تفوق نظامه الصحي وقدرته على مواجهة الأزمة الصحية الناجمة عن “كوفيد 19”.
واستبعدت المجلة أن تقبل كوريا الشمالية علانية باللقاحات المضادة لكورونا من جارتها الجنوبية أو الولايات المتحدة الأمريكية، معللة ذلك بأن نظام بيونج يانج يسعى دائما لأن يكون على قدم المساواة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتلقيه للتبرعات يضعه في موقف ضعف في أي حوار مستقبلي مع واشنطن.
ونقلت المجلة عن ثاي يونج هو، دبلوماسي كوري شمالي سابق انشق عن بلاده وأصبح عضوا في المعارضة، قوله إن بيونج يانج تنظر إلى أي مساعدة علنية من سول في مكافحة كورونا على أنها “مهينة”.
واختتمت “فورين بوليسي” تقريرها بالقول إن كوريا الشمالية تراهن في الوقت الحالي على “العزلة” كنهج مفضل في التعامل مع أزمة “كوفيد-19”.