قالت سيرناد جميل، القنصل المصري العام فى باريس، إن الهجمات الإرهابية فى باريس عمل إرهابى ضد الإنسانية كلها، مؤكدة أن الشعب المصرى عانى ومازال يعانى من الإرهاب، ولهذا نتفهم تخوفات الشعوب الأخرى. وأضافت “جميل” خلال لقاءها ببرنامج “يحدث في مصر” الذى يقدمه الإعلامى شريف عامر، أن هجمات باريس تعد أكبر عملاً إرهابياً شهدته أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، موضحة أنها لا تعتقد أن فرنسا ستحمل نوعاً من الكراهية للمسلمين بعد الهجمات.
وأشارت إلى أن القنصلية المصرية بباريس قامت بالاتصال بخارجية فرنسا بعد وقوع الهجمات الإرهابية مباشرة للاطمئنان على الجالية المصرية، مشيرة إلى أن الحالة الصحية للمصرى المصاب في الهجمات أفضل حالياً، مؤكدة أن أسرة الشهيد صالح الجبالى ستحصل على تعويض من صندوق تعويضات ضحايا الأعمال الإرهابية التابع للحكومة الفرنسية. ولفتت “جميل” إلى أن هناك 50 ألف مصرى فقط داخل فرنسا وذلك وفقاً لسجلات القنصلية المصرية، إلا أن واقع التعاملات يفوق هذا الرقم كثيراً.
وعن إعلان الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، حالة الطوارئ فى البلاد عقب الأحداث الإرهابية، قالت “جميل”، إن حالة الطوارئ فى فرنسا لا تؤثر على الأسلوب اليومى لحياة المواطن، لكنها تيسر فقط من عمل الأجهزة الأمنية.
بدوره وصف السفير إيهاب بدوى، سفير مصر فى فرنسا، الهجمات الإرهابية في باريس، بـ”الصدمة الهائلة” التي تلقاها المجتمع الفرنسى نظراً لسقوط عدد كبير من الضحايا، مشيراً إلى أن هجمات باريس ينظر لها على أنها اعتداء على الشعب الفرنسي وقيمه. وأضاف “بدوى”، أن التيارات السياسية في فرنسا توحدت بعد هجمات باريس الإرهابية وأيدت فرض حالة الطوارئ التى أعلنها الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، مشيراً إلى أن فرنسا كانت من أوائل الدول التى تفهمت الأوضاع فى مصر ودعمت القاهرة فى حربها ضد الإرهاب.
وأكد أن فرنسا ضمن الدول المشاركة في العملية العسكرية “باركان” لمنع التواصل بين الجماعات الإرهابية فى ساحل المتوسط والجنوب الليبى، موضحاً أن مكافحة الإرهاب أينما وجد هو القاسم المشترك فى العلاقات المصرية الفرنسية. وتابع، “أول معلوماتى عن هجمات باريس كانت من التليفزيون، وكان عدد الضحايا حينها 18 قتيلاً فقط”، لافتاً إلى أن الجالية المصرية فى فرنسا ملتزمة بالقوانين، وأن الغالبية العظمى من المصريين فى فرنسا يعملون بقطاع المقاولات. من جانبه قال النبوى الجبالى، عم صالح الجبالى الضحية المصرى في الهجمات الإرهابية بباريس، إن السفارة المصرية قدمت كافة التسهيلات للأسرة، مشيراً إلى أنه علم بخبر وفاة نجل شقيقه من التليفزيون المصري. وأضاف “الجبالى”، خلال لقاءه ببرنامج “يحدث في مصر” الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر، ويذاع على فضائية “إم بي سي مصر” الخميس، أن الشهيد صالح الجبالى كان عريساً جديداً وخبر وفاته كان صدمة كبيرة، موضحاً أن ما تردد عن صدور شهادة “صالح” بأنها وفاة طبيعية غير صحيح، لافتاً إلى أن مصطلح الوفاة الطبيعية في القانون الفرنسى يدل على خلو المتوفى من الأمراض المعدية. وأكد “الجبالى”، أن تفجيرات باريس تؤكد أن الإرهاب لا يفرق بين المسلم والمسيحى لكنه يستهدف الجميع دون تمييز. وفى سياق متصل يقول رياض الجبالى، نجل عم صالح الجبالى الضحية المصرى فى الهجمات الإرهابية بباريس، إن ما تعرض له “صالح” كان من الممكن حدوثه لأى منا (ولكن ربنا بيحبه فاختار له منزلة الشهيد)، مشيراً إلى أنه لم يكن يتصور أن “صالح” ضمن ضحايا الهجمات الإرهابية فى باريس. وأوضح “الجبالى”، أن الشعب الفرنسى ينظر حالياً للعرب بنظرة خوف، ينما تتعامل الحكومة الفرنسية مع العرب وفقاً للقانون فقط.