زعم المحل الإسرائيلى يارون فريدمان، المتخصص فى الشئون العربية خلال تقرير له بصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أن روسيا ستفشل فى سوريا، كما فشلت من قبل فى أفغانستان والشيشان، وأنها لم تنتصر من قبل على “الإرهاب الجهادى”. وأضاف المحلل الإسرائيلى الذى يعمل أيضا أستاذا للغة العربية والعلوم الإسلامية بمعهد “التخنيون” الإسرائيلى، أن النظام السورى يستعين بمستشارين وبأسلحة من روسيا لقمع أعمال الشغب والإرهاب على أرضه، وعندما أصبح الرئيس السورى بشار الأسد ونظامه مهددا بالانهيار، نزل الروس بقواتهم وتدخلوا مباشرة فى القتال هناك.
تنظيمات الجهاد تدعو للنفير ضد الروس
وأشار فريدمان إلى أن تنظيمات “الجهاد الإسلامى” تعلن حربا مقدسة بالجهاد والنفير ضد النظام السورى وضد الروس، وتجند آلاف المسلمين من كل أنحاء العالم للانضمام للحرب المقدسة، بل وأن هناك دولا عديدة من بينها السعودية ودول الخليج تساعد الجهاديين هناك لإسقاط الأسد. ولفت المحلل الإسرائيلى إلى أن روسيا شهدت فى أفغانستان عام 1979، نهاية مغامرتها بالانسحاب من افغانستان عقب 10 أعوام من الحرب “الفاشلة” ونحو 15 ألف قتيل للجيش الأحمر، وأن هذا الفشل شكل أحد أسباب تفكك وانهيار الاتحاد السوفيتى، مضيفا أنه بعكس أفغانستان فإن نتائج التدخل الروسى الحالى فى سوريا قرب الحدود الشمالية لإسرائيل ستظهر قريبا.
التدخل فى سوريا تم فى الكرملين
منذ يوليو الماضى وأضاف فريدمان، أنه قد تم اتخاذ القرار فى يوليو الماضى فى “الكرملين” بالتدخل مباشرة بالحرب فى سوريا، مؤكدا أن كلا من إسرائيل والسعودية تخشيان العواقب، فيما أن حزب الله وإيران راضيان عن هذا التدخل. وأوضح فريدمان أنه فى سوريا تشعر تنظيمات المعارضة السنية بالتهديد، فيما يرحب نظام الرئيس بشار الأسد، مشيرا إلى أنه قبل عامين كانت هناك جهات معارضة لنظام الأسد تأمل أن تنفذ الولايات المتحدة تهديداتها بمهاجمة الجيش العربى السورى النظامى فى حال لم يتخلص الرئيس السورى الأسد من أسلحة الدمار الشامل الكيميائية التى كانت بحوزته، ولكن تدخلت روسيا لمنع الهجوم والآن هى تتدخل مباشرة لمصلحة النظام.
هل تنجح مغامرة فلاديمير بوتين؟
وتسأل فريدمان، حول نجاح مغامرة الرئيس الروسى فلادمير بوتين فى سوريا، قائلا إن تاريخ القوى العظمى التى تتدخل فى صراعات فى الشرق الأوسط لا تبشر خيرا للروس، حيث لاقى الاتحاد السوفيتى الفشل الذريع فى أفغانستان خلال الثمانينيات، وذاق الأمريكان طعم الفشل ذاته فى العراق فى سنوات الألفين، وبالإمكان إضافة فشل إسرائيل فى لبنان بالثمانينيات وانسحاب جيش الأسد من لبنان عام 2005 إلى القائمة. وأضاف المحلل الإسرائيلى أن هذه الحروب حلت بعض المشاكل المعينة على المدى القصير ولكنها خلقت “وحوشا” جديدة لا يمكن القضاء عليها إلى اليوم، منها “حزب الله”، و”القاعدة”، وتنظيم “داعش”، زاعما بأن روسيا قتلت عشرات آلاف المواطنين ولم تنتصر يوما على الإرهاب الجهادى، لا فى أفغانستان فى الثمانينيات ولا فى الشيشان فى التسعينيات وعلى ما يبدو لن تنتصر الآن أيضا فى سوريا، على حد قوله.