أشاد فيليب جارسيا المستشار التجارى الفرنسى الجديد بمصر مدير مكتب وكالة (بيزنس فرانس) بالقاهرة بسياسات الإصلاح الاقتصادى التى تنتهجها مصر، ووصفها بأنها “واعدة ومفيدة” للغاية بالنسبة للاقتصاد ومشجعة للغاية لجذب المزيد من الاستثمارات الفرنسية، وأيضا لزيادة حجم الصادرات الفرنسية إلى مصر.
وقال جارسيا – فى حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط، بمناسبة بدء مهام عمله بالقاهرة – “إن حجم التبادل التجاري بين مصر وفرنسا بلغ 2.5 مليار يورو في عام 2018 بحجم صادرات فرنسية إلى مصر وصلت إلى 1.7 مليار يورو، ولكن التبادل التجاري حقق زيادة كبيرة في النصف الأول من العام الجاري ليبلغ إجمالي حجم التجارة بين البلدين 1.3 مليار يورو، بزيادة قدرها 23.5%، بما في ذلك 908 ملايين يورو حجم الصادرات الفرنسية”.. لافتا إلى أن تلك الزيادة ترجع جزئيا إلى انتعاش صادرات القمح الفرنسي إلى مصر.
وفيما يخص تشجيع المزيد من الشركات الفرنسية على الاستثمار في مصر على ضوء المشروعات العملاقة التي تشهدها مصر حاليا على غرار العاصمة الإدارية الجديدة ومحور قناة السويس، أكد المستشار التجارى الفرنسى أن هناك 160 شركة فرنسية تستثمر بالفعل في مصر، وغالبيتها لديها مشروعات للتوسع في استثماراتها وأنشطتها في مصر، لاسيما فى قطاعات المواصلات والإنشاءات والسياحة والطاقة والاتصالات والمواد الغذائية وفي معظم القطاعات المهمة وذات الأولوية بالنسبة لمصر.
وأوضح رغبة وإرادة الشركات الفرنسية في توسيع استثماراتها في مصر، لاسيما مع المشروعات الكبيرة والعملاقة الجارية في مصر، وأيضا النمو الاقتصادي الذي تشهده البلاد، والذي يجاوز الـ6%، كما تعد مصر، وهي دولة صديقة لفرنسا، سوقا كبيرة نظرا للتعداد السكاني الذي يتجاوز الـ100 مليون نسمة.
وأشار فيليب جارسيا إلى أن وكالة (بيزنس فرانس) فى مصر تعمل على مساعدة وتشجيع وتوجيه الشركات الفرنسية لإقامة استثمارات، وذلك من خلال تقديم الخدمات بهدف مساعدتهم على النجاح، لافتا إلى أن هناك أنواعا من الشركات: (المجموعات الكبرى، والشركات المتوسطة والشركات الصغيرة)، ونعمل كمكتب (بيزنس فرانس) في مصر على تقديم الخدمات لهذه الشركات لكى تحقق نجاحا في السوق المصرية، سواء فيما يتعلق بالاستثمار أو بزيادة الصادرات الفرنسية.
ونوه بأن الوكالة الفرنسية (بيزنس فرانس) تشجع الشركات الفرنسية على إقامة أنشطة والتعاون مع القطاعين العام والخاص، لاسيما وأن الدولة تلعب دورا مهما في الاقتصاد المصري، وهناك شركات تابعة للقطاع العام ونعمل أيضا مع القطاع الخاص، ونشجع الشركات الفرنسية على إقامة شراكات تجارية واقتصادية وتكنولوجية مع نظيراتها فى مصر.
وأشاد المستشار التجارى الفرنسى بكفاءة الأيدي العاملة المصرية، موضحا أنه جاب عددا كبيرا من دول العالم وعمل في العديد منها، وأنه لاحظ في مصر بشكل خاص وجود أيدى عاملة متميزة، وخاصة في قطاعات الزراعات والصناعات الغذائية والإنشاءات والهندسة والمواصلات.
وأضاف أن هناك نظاما بيئيا يتم حاليا تنفيذه، وهناك أيضا الذكاء الاصطناعي ننتوي العمل فيه، لاسيما وأن فرنسا تمتلك خبرة فى هذا المجال.. كاشفا عن أنه يتم حاليا الإعداد للمنتدى المصري – الفرنسي للأعمال، الذي ينظمه مكتب وكالة (بيزنس فرانس) بالتعاون مع أسبوعية (الأهرام إبدو)، والذي يعقد في أول أبريل 2020 بالقاهرة، بحضور مكثف من جانب ممثلي الشركات الفرنسية.
وبين أن المنتدى سيركز على أربعة محاور مهمة تولي مصر اهتماما كبيرا لها، كما تمتلك فرنسا خبرة كبيرة فيها وتتعلق بالتنمية المستدامة، والتي تشمل الطاقة المتجددة وإدارة المخلفات؛ والصحة، وتشمل الرياضة والابتكار في قطاع الصحة والتأمين الصحي؛ والقطاع الزراعي والصناعات الغذائية؛ إلى جانب الذكاء الاصطناعى.
وأوضح أنه على هامش المنتدى سيتم تنظيم زيارات إلى العاصمة الإدارية الجديدة ومترو الأنفاق والمتحف المصري الكبير، وهي مواقع تجسد مصر الغد، كما هو الحال في العاصمة الإدارية التى يجرى بها العمل بشكل سريع، وهناك شركات فرنسية متواجدة بالفعل فيها، منها (اورنج وشنايدر و”او ديه اف” للكهرباء)، ولكن هناك أيضا قطاعات أخرى من الممكن أن نعمل عليها في العاصمة، وخاصة ما يتعلق بالنقل والمواصلات والنقل الحضري والربط للنقل الجماعي بين العاصمة الجديدة ووسط القاهرة وإدارة المخلفات والتنقل الداخلي في العاصمة، وأيضا الإضاءة العامة الموفرة.
وتابع أن الشركات الفرنسية المتواجدة بالفعل فى مصر ستشارك في المنتدى، إلى جانب ممثلي عشرات الشركات الفرنسية التي ترغب في الاستثمار في مصر.
وحول خططه كمستشار تجاري جديد لفرنسا بالقاهرة لتعزيز التعاون التعاون بين مصر وفرنسا على المستوى الاقتصادي، أشار جارسيا إلى أن مكتب (بيزنس فرانس) سيواصل خلال الفترة القادمة مهامه المحددة، والتي تشمل تعزيز تواجد المصدرين الفرنسيين في مصر، لافتا إلى أن مصر تمتلك موارد تسمح لنا بالتعاون فى قطاعات جديدة ومتعددة مع شركات وموردين.
وقال “إنه وانطلاقا من العلاقات التاريخية التي تربط بين القاهرة وباريس، فإنه يوجد الكثير الذى ينبغى عمله لمزيد من التعاون بين الحانبين“.