انتقد المرشح السابق لرئاسة الجمهورية بالسودان حاتم السر القيادى البارز بالحزب الاتحادى الديمقراطى بزعامة الميرغنى، تعامل الحكومة فى بلاده مع ملف حلايب، مشيرا إلى أن إثارة تلك القضية فى هذا الوقت “أمر محير”.
ودعا الحكومة السودانية إلى اعتماد إستراتيجية جديدة فى طريقة تعاطيها مع ملف العلاقات المصرية السودانية بعيداً عن التصعيد والتأزيم وبعيدا عن المواقف الأيديولوجية -على حد تعبيره- .
واتهم حاتم السر فى تصريحات صحفية، من أسماهم بنافذين فى الحكومة السودانية الحالية وقيادات من حزب المؤتمر الشعبى بقيادة حسن الترابى بالوقوف خلف حملة التصعيد ضد مصر وفتح ملف حلايب فى هذا التوقيت بالذات، وأرجع ذلك لعدم ارتياحهم للثورة المصرية وما أفرزته من نظام جديد يرتكز على الديمقراطية ومحاصرة الإخوان.
وقال السر “إن هؤلاء يحنون للعهد البائد ولزمن دولة المفتى”، وحذر من مغبة استخدام الملفات الإستراتيجية لتحقيق أهداف قصيرة الأمد ومتقلبة، مؤكدا أن حلايب لن تكون محل نزاع بين السودان ومصر إذا تم إدارة هذا الملف بحكمة وعدم تصعيد، لافتا إلى وجود ثوابت فى العلاقات السودانية المصرية لا تتأثر بتغيير الحكومات فى البلدين، مشيرا أن الدور المصرى فى السودان مهم ولا غنى عنه، مضيفا “يتعين على الحكومة السودانية إعادة تقويم علاقتها بدول الجوار، إذا كانت تريد أن تصبح لاعبا إيجابيا فى المنطقة”.
وأكد حاتم السر أن السودان بوسعه أن يلعب أدوارًا إيجابية ومفيدة للجميع، وأنّ هذا الملف الخارجى يجب أن يبنى على ثوابت هامة، بعيدة عن الأجندة الأيديولوجية الضيقة لجماعة الإسلام السياسى، التى ضيعت السودان سنينًا، وكانت سبباً فى وضع اسم البلاد فى قوائم الإرهاب، لمجرد صداقات وصفها بـ (المشبوهة) مع دول تبين لاحقًا حجم الشر الذى كانت تضمره لدول المنطقة.
وقال السر إن مصر الجديدة (ما بعد مرسى والإخوان) مشغولة بإعادة بناء الدولة الجديدة على أسس عصرية وديمقراطية، وتابع أن علاقاتنا الحزبية مع الأحزاب والقوى السياسية المصرية كشفت لنا عن وجود إجماع مصرى على أن مصر الجديدة تحتاج لسودان جديد، وقال إن الرئيس حسن البشير إذا أراد أن يكون لاعبًا فى السودان الجديد، فعليه أن يقود خطوات جادة لحوار وطنى شامل لا يستثنى أحدًا، وأن يراجع علاقته بحزبه وحركته الإسلامية.
واعتبر السر أن دعم وتعزيز العلاقات مع مصر والسعودية والإمارات ودول الخليج من المصالح الإستراتيجية للسودان، مشددا على ضرورة أن تكون فى مقدمة أولويات السياسة الخارجية السودانية فى هذه المرحلة بالذات.