نشرت صحيفة الشروق مقالاً تحت العنوان السابق لأستاذ العلوم السياسية ” أشرف البربري ” .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- لا يمكن أبداً أن يفرض الرئيس سياسات ويتخذ قرارات ثم لا يتحمل نتائجها ولا يدفع ثمن فشلها ، عندما تفشل هذه السياسات ويجد الشعب نفسه أمام تداعيات غير محتملة ، هذه هي القاعدة الذهبية التي رسخها الناس في «أوروبا والدول المتقدمة»، عندما وجدنا الرئيس الفرنسي ” هولاند ” يعلن عدم ترشحه لفترة رئاسة ثانية رغم أن له الحق القانوني والدستوري في خوض الانتخابات .. فالرجل تولى رئاسة فرنسا عام 2012 وكان الاقتصاد الفرنسي قد سجل عام 2011 نمواً بمعدل 2.1% لكن معدل النمو انخفض إلى صفر في المئة في أول سنة من حكمه ثم ارتفع إلى 0.8% عام 2013 ، ولم يتجاوز 1.2% في العام الماضي .. وفي عام 2011 كان معدل البطالة 9.2% ، لكنه ظل يرتفع خلال سنوات حكم ” هولاند ” ليصل إلى 10.4% في العام الماضي ، وكان الدين العام لفرنسا عام 2011 يبلغ 85.2% ، في حين وصل العام الماضي إلى 95.2%.
- الحقيقة أن هؤلاء الرؤساء ليسوا ملائكة ولا مثاليين ، عندما يقدمون استقالتهم أو ينسحبون من المشهد السياسي طواعية ، وإنما يفعلون ذلك لأنهم يدركون أن الشعب سيحاسبهم في أول انتخابات وربما في انتخابات مبكرة عن فشل سياساتهم وخياراتهم ، لذا فهم يختارون الخروج الكريم بما يحفظ لهم هيبتهم السياسية من ناحية ، وبما يتيح للبلاد الفرصة للتراجع عن السياسات الفاشلة من ناحية أخرى ، واختبار سياسات جديدة دون الحاجة إلى مظاهرات في الشوارع وأعمال شغب في الطرقات ومواجهات دامية بين الشعب والسلطة يخسر بسببها الجميع .