نشرت صحيفة الشروق مقالاً لأستاذ العلوم السياسية عمرو حمزاوي تحت عنوان ( طبول الوطنية ) .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- أدرك جيداً أهمية منازعة المجتمع المدني لسلطوية الحاكمة في ادعائها امتلاك الحق الحصري للحديث باسم الوطنية المصرية والأمن القومي ، تلك المنازعة التي اتسمت بفاعلية واضحة واكتسبت جماهيرية صريحة في قضية جزيرتي ( تيران / صنافير ) .. أدرك ذلك جيداً ، فمواجهة السلطوية تستدعى العمل على قلع جذور استعلائها باتجاه المجتمع والمواطن بداعي الانتصار للوطنية وتجريدها من مكارثية فرض الرأي الواحد وإسكات المعارضين تحت يافطة مقتضيات الأمن القومي .
- لا شك لدى في حضور العديد من الفرص للالتفاف الجماهيري حول المعارضين ما إن يثبتوا فساد اتهامات السلطوية المتكررة لهم بانعدام الوطنية ، بل ويقلبوا الآية هنا بوضع الحاكم ونخبته تحت مغبة الاتهام المضاد بالتفريط في الأرض والسيادة .
- غير أن ثمن انزلاق المجتمع المدني إلى هذه المساحة الشعبوية يظل بحسابات القيم الديمقراطية فادحاً ، وأشد ما يخيفني في هذا السياق هو التراجع الكارثي للاهتمام بقضايا الحقوق والحريات في الفضاء العام على وقع طبول الوطنية ، وتجاهل معارضي السلطوية لضرورة حشد قبول جماهيري واسع لدفاعهم عن ضحايا القمع من مظاليم في السجون ومختفين قسرياً ومسلوبي حرية التنقل بالمنع من السفر وحق التصرف في الممتلكات الشخصية إلى المنظمات غير الحكومية التي تشن عليها هجمة شرسة تتراوح أهدافها بين الإلغاء والتصفية وبين فرض هيمنة الآلة الأمنية ، كما لنا في محدودية اهتمام المجتمع المدني بمسألة إدراج دائرة من دوائر الجنايات ١٥٠٢ شخص من المتحفظ على أموالهم وفقاً لقرارات اللجنة الحكومية ( لحصر وإدارة أموال جماعة الإخوان المسلمين ) على قوائم الإرهابيين ــ دليل بيِّن على انزواء قضايا الحقوق والحريات .