أقلام حرة

مقال لدندراوى الهوارى بعنوان : ( حسام البدرى.. مدرب «على ما تفرج» يقود النادى الأهلى إلى دار المسنين )

نشر موقع اليوم السابع مقالاً لدندراوى الهوارى بعنوان : ( حسام البدرى.. مدرب «على ما تفرج» يقود النادى الأهلى إلى دار المسنين ) ، وجاء كالتالي :

حسام البدرى، المدير الفنى لنادى القرن الذى جدد عقده منذ أيام، وبموجبه سيتقاضى نصف مليون جنيه شهريا، ليس له علاقة لا من قريب أو بعيد بمهنة التدريب.

 مدرب تتكشف ضحالة ثقافته التدريبية، فى المباريات الكبيرة، فتجده مرتبكا واضعا تشكيلا عشوائيا، ولا يستطيع قراءة الملعب بشكل جيد، عاجزا أمام الفرق المنافسة الأكثر تنظيما.

 ومنذ تولى حسام البدرى مسؤولية الإدارة الفنية للنادى الأهلى، أظهر عدم القدرة والكفاءة على تطوير أداء الفريق بما يرضى الجمهور العريض للنادى، ليس فى مصر فحسب ولكن عربيا وإفريقيا، وأصبح أداء الفريق «متكبل ومتحزم» يتراجع ولا يضغط منذ البداية، وظهر ذلك فى مباراتى مصر المقاصة فى الدورى، ومباراة نادى المصرى فى نهائى الكأس، وهو أمر لم يعتده لا لاعبو الأهلى ولا جمهوره، لذلك، ورغم فوز الأهلى تحت إدارة حسام البدرى الفنية ببطولتى الدورى والكأس، لكن لم تظهر له بصمات حقيقية، أو أثر إيجابى على الفريق، من حيث الأداء القوى، والجمل التكتيكية والخططية المحفوظة فى الملعب، أو فى التوليفة الفنية، على عكس كل من إيهاب جلال المدير الفنى السابق لفريق مصر المقاصة، وحسام حسن المدير الفنى الحالى لفريق المصرى البورسعيدى.

 إيهاب جلال، استطاع أن يتوصل لخلطة سحرية، من خلال مزج الشباب والخبرة، ومن لاعبين كانوا مغمورين واستطاع أن يطبق الطريقة الحديثة الشاملة فى أسلوب اللعب، والقضاء على التشوهات القديمة، فى طرق التدريب الكلاسيكية من عينة وجود ليبرر صريح، ولاعب «ديفندر» صريح فى خط المنتصف، وصانع ألعاب، ومهاجم صريح، وبهذه الطريقة والخلطة السحرية، استطاع أن يقدم كرة هجومية ممتعة وشاملة، ونافس على بطولة الدورى العام، وحصل على لقب الوصيف.

 إيهاب جلال، مدرب ذكى، لديه شغف شديد لمواكبة الطرق الحديثة، والتعلم والاستفادة من آخر ما وصل إليه العلم فى عالم التدريب، دون توقف، وكأنه يسير على نفس خطى جنرال التدريب المصرى، الراحل، محمود الجوهرى، لذلك كانت له بصمات واضحة فى الملعب، وأجبر الأهلى فى كل المواجهات معه على التراجع واللعب بطريقة الدفاع من منتصف الملعب، مع تميزه بأمر مهم وحيوى عندما جمع بين الشخصية القوية بين لاعبيه، واحترامهم وحبهم الشديد له.

 ورغم اختلافى الشديد مع حسام حسن، وشقيقه إبراهيم، فى عصبيتهما المفرطة، واختلاقهما للأزمات والمشاكل، وإثارة الجماهير، إلا أن حسام حسن استطاع أيضا أن يعزز قدراته الفنية كمدرب ينشد النجاح، ببث الروح، وقدراته على صناعة توليفة سحرية قوامها الشباب الجعان لإثبات وجوده، نحو الشهرة والنجومية، وبما يتمتع به من حيوية ونشاط فى الملعب، ظهر ذلك فى مباريات المصرى أمام الزمالك، واستطاع أن يقهره ويقصيه من دور قبل النهائى فى بطولة كأس مصر، وأحرج الأهلى فى النهائى، وكان الأكثر استحواذا وتهديدا لمرمى نادى القرن، وسجل أولا.

 كانت بطولة الكأس تنادى البورسعيدية بقوة وكانت خلطة حسام حسن السحرية من الشباب والمغمورين من أصحاب «الملاليم» لها مفعول السحر فى الضغط القوى على لاعبى النادى الأهلى أصحاب «الملايين» ولولا جنرال حظ الذى ساند نادى القرن ورفض أن ينام الملايين فى حالة غضب وسخط وحزن، لما اتجهت الكأس إلى الجزيرة.

 حسام البدرى مدرب، يعتمد على فريق من كبار السن الذى تجاوز معظمهم الثلاثين عاما، ففقد الحيوية والنشاط والسرعة والقوة، والذهن الحاضر، وكأن الرجل لديه إصرار أن يلعب بهذا الفريق فى دورى «دور المسنين» وأن جمهور الأهلى تسرب إليه القلق الشديد من هذا الأداء السيئ لفريقه، وذلك خلال مواجهته المقبلة والحاسمة أمام نادى الترجى التونسى فى بطولة رابطة الأبطال الأفريقية.

 البدرى، مدرب يعشق السير عكس اتجاه المنطق، بتشكيلاته الغريبة، فهناك عبدالله السعيد الذى لا يقوى أن يؤدى شوطا واحدا بقوة، ولا تقوى أقدامه على حمل جسده، بينما مؤمن زكريا لاعب عاشق لإهدار كل الفرص السهلة وبطريقة عجيبة، ويلعب لنفسه فقط، وليذهب فريقه للجحيم، أما أحمد حمودى فحدث ولا حرج، فقد فقد كل مرونته، فلا يستطيع التمرير ولا التصويب ولا التسجيل ولا المرور، ويسير على نفس الدرب وليد سليمان، وحسام عاشور، ومحمد نجيب.

 حسام البدرى، لم يقدم لنا ناشئا واحدا من قطاع الناشئين لنادى القرن، وكأنه يكره تصعيد الشباب، ورغم معاناة دفاع النادى الأهلى القاسية، والمعيبة، إلا أن حسام البدرى لم يصعد مدافع واحد، مع أن هانى رمزى صعد للفريق الأول وعمره 17 عاما، ونفس الأمر إبراهيم سعيد، وأحمد السيد، وغيرهم من الذين أصبحوا نجوما، بجانب لاعبين فى خط المنتصف والهجوم، من عينة رمضان صبحى وتريزيجيه، واللذين صعدا وعمرهما 17 عاما واحترفا فى الخارج. وانصب اهتمام حسام البدرى فقط بالصفقات، وفشل أيضا، لأنه يفتقد لعيون الجواهرجية، التى تستطيع تقييم المعدن، وتعرف إذا كان «نفيس» أو «فالصوا» بمجرد النظر، لذلك فإن معظم الصفقات التى اختارها فاشلة عن جدارة واستحقاق، وإذا كان قطاع الناشئين فى النادى الأهلى غير قادر على الدفع بلاعب أو اثنين سنويا، فما هو فائدته؟ وهل وجوده فقط بهدف إهدار المال العام؟!

 حسام البدرى مدرب يكره الدفع باللاعبين الصغار، ويكره النجوم من أصحاب الأسماء اللامعة ويعشق فقط اللاعبين كبار السن، المطيعين والمنفذين لنظريته التدريبية العقيمة والبليدة، لذلك عندنا يواجه فريقا منظما يعانى الأمرين، وكأنه يجرى عملية ولادة متعثرة، فى وحدة صحية بأحد الكفور أو النجوع فى حلايب وشلاتين.

 حسام البدرى لديه إيمان مطلق أن قوة شخصية المدير الفنى للنادى الأهلى، تبدأ «بالتكشيرة والنظر للناس من فوق لتحت»، ومن ثم يصبح كاريزما ويستطيع ترويض النجوم، وإجبارهم على تنفيذ نظرياته التدريبية العبقرية الفذة، وأنه المدرب النجم!!

ولَك الله يا جمهور نادى القرن مما يفعله حسام البدرى بالفريق..!

زر الذهاب إلى الأعلى