نشرت صحيفة الأهرام مقالاً لفاروق جويدة بعنوان : (من ينقذ الزمالك ؟ ) ، وجاء كالتالي :
لم تكن أزمة جزيرة الوراق هى الوحيدة بين المواطنين والحكومة .. رغم أن الحكومة تؤكد أن الهدف من مشروع تطوير الجزيرة هو الانتقال بها من مجتمع عشوائى إلى كيان متحضر.. الأزمة الأخطر الآن بين سكان حى الزمالك العريق وهيئة الأنفاق حيث بدأت عمليات الحفر للخط الثالث لمترو الأنفاق وتم تحديد المسار من خبير فرنسى في شارع إسماعيل محمد .. لقد زارني وفد من سكان الزمالك ومعهم تلال من الرسوم والأوراق والخرائط التى تؤكد خطورة حفر مسار المترو في شارع إسماعيل محمد لأنه شارع ضيق لا يزيد عرضه عن 12 مترا كما أن المبانى والعمارات مساكن قديمة لا تتحمل عمليات الحفر والأوناش الضخمة.. هناك اقتراحات كثيرة بشوارع بديلة وبعض الخبراء المصريين يرفضون فكرة الحفر في هذا الشارع بصفة خاصة لأن فيه عمارات لا تحتمل أوناش الحفر.. على الجانب الآخر فإن إدارة مترو الأنفاق تؤكد أنها لن تتراجع عن المشروع وفى نفس المسار الذى حددته الشركة الفرنسية التى تقوم بالتنفيذ مع شركات مصرية .
في نهاية المطاف وبعد أن وجد سكان الزمالك انه لا حل عندهم غير اللجوء إلى القضاء لحسم الخلاف وبالفعل أمام القضاء الأدارى الآن أكثر من قضية مرفوعة من سكان الزمالك ضد الحكومة والشركات المسئولة عن المشروع في دوامة الخلافات بين السكان والمسئولين هناك من رأى أن القضية ليست أكثر من نظرة طبقية من سكان الزمالك تجاه المشروع حيث أن عمليات الحفر سوف تتطلب أنواعا من العمالة ربما جعلت من الحى العريق منطقة عشوائية.. إن الحكومة تؤكد انه لا رجعة عن المشروع لأنه مشروع قومى يخدم ملايين المصريين وعلى سكان الزمالك أن يتحملوا قليلا.. لا توجد منطقة في مصر تعرضت لعمليات تشويه كما حدث للحى العريق ابتداء بالكباري العلوية التى شوهت أجمل الشوارع فيه وانتهاء بالعشوائيات التى امتدت إلى كثير من المناطق مع الباعة الجائلين وأطفال الشوارع وتجار الأرصفة.. القضية ليست فرمانات تصدرها الحكومة ولكن يجب أن تراعى في كل المشروعات النواحى الجمالية والتاريخ وما بقى لنا من ذكريات الزمن الجميل.