نشر موقع الدستور مقال للدكتور محمد الباز تحت عنوان ( هل يحتاج سامي عنان لعلاج نفسي ) ، أبرز ما تضمنته ما يلي :
- لا أشكك في الصحة النفسية لـ ” سامي عنان ” إطلاقاً ، على الأقل لأنه لا تتوافر لديَ معلومات تقول عكس ذلك ، ولو كانت هناك معلومات لما ترددت في التصريح بها ونشرها ، لكن ما لا أستطيع إنكاره أو التنكر له ، أن ” عنان ” تلقى صدمات عنيفة ، عانى بسببها حرماناً مركباً ، وتعاقبت عليه الإحباطات السياسية والإنسانية ، ففي كل مرة يكون فيها قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلم له ، تتداعى الدنيا من حوله ، ويصبح ظهره مكشوفاً ، يعاني في العراء وحده .
- توقَّع ” عنان ” أن يكون وزيراً للدفاع خلفاً للمشير ” طنطاوي ” لكن في لحظة واحدة ضاعت كل أحلامه ، عندما خرج من منصبه في حركة استعراضية قام بها ” مرسي ” ، وبدلاً من أن يلزم بيته ، رضي بأن يكون مستشاراً عسكرياً للرئيس الإخواني ، ومكث أشهراً طويلة في قصر الرئاسة ، وربما كان يُمنِّي نفسه وقتها بأنه في لحظة بعينها يمكن أن يصعد لكرسي وزير الدفاع ، وعمل ” عنان ” وبقوة حتى يصبح رئيساً ، فبعد (30) يونيو ، حاول جاهداً أن يعمل في الشارع ، وتحركت حملته الانتخابية على أكثر من مستوى ، لكن في لحظة تاريخية نادرة أدرك أن طوفان ” السيسي ” لن يقف أمامه أحد ، فتراجع وانسحب .
- قد يكون من حق ” عنان ” أن يرى في نفسه الرئيس المناسب لمصر ، لكن هذه النظرة تخصه وحده ، لسنا ملزمين بها ، فليس للرجل تاريخ سياسي ولا نعرف له إنجازات عظيمة ، وحتى لم نسمعه في قليل أو كثير يجعلنا نرى أنه يمكن أن يتولى المنصب الأهم في مصر ، في ظرف هو الأخطر في تاريخها كله .
- اتصل اللواء ” ممدوح شاهين ” الذي كان عضواً بالمجلس العسكري والمسئول عن الشئون القانونية والدستورية بالمستشار ” حاتم بجاتو ” الذي كان أميناً عاماً للجنة الانتخابات الرئاسية الأولى بعد ثورة يناير ، وسأله : ( هل يمكن أن تمد اللجنة فتح باب الترشح لفترة من الوقت ) ؟ .. قال ” بجاتو ” : وما السبب ؟ ، فردَّ ” شاهين ” هناك أمر طارئ سأبلغك به في حينه ، لكن ” بجاتو ” قال له لا أظن أنه في مقدورنا مد فتح باب الترشح لصالح مرشح معين ، وإلا فنحن سنفقد مصداقيتنا ، ومع ذلك سأستطلع رأي المستشار رئيس اللجنة العليا للانتخابات ” فاروق سلطان ” ، فقال له ” شاهين ” إن أحد الأحزاب سيقدم لك طلباً بذلك .. اتصل ” بجاتو ” بالمستشار ” فاروق سلطان ” ، وأبلغه بالطلب الذي حمله إليه اللواء ” ممدوح شاهين ” ، فما كان من ” سلطان ” إلا أن اعتذر بقوله ( لن نستطيع مد فترة الترشيح ولو لساعة واحدة ) .
- على ” عنان ” الذي يتحرك على الأرض وبقوة في اتجاه الترشح للرئاسة أن يقول لنا بوضوح وعلانية موقفه دون أن يترك التخمينات تلعب دورها ، ثم عليه أن يفسر لنا كذلك اتصالاته المكثفة خلال الأشهر الماضية مع رجال حملة ” أحمد شفيق ” ، وعليه أن يقول لنا ( ماذا دار بينه وبينهم في اجتماعات مطولة ، ولماذا طلب منهم أن يجهزوا أوراقهم لأنهم سيدخلون معركة عنيفة ) ، هذه أسئلة ليست محرمة ، والإجابات عنها ليست محرمة أيضاً ، الحرام الكامل أن تكون هناك تحركات من ” عنان ” على الأرض في اتجاه المنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة ، وينكر ذلك ، وكأن الأمر يهمه وحده ، أو يشغله وحده ، فيا سيادة الفريق أنت مقدم على المنافسة في الانتخابات على رئاسة مصر ، فعلى الأقل يجب أن تتحلى بالشجاعة الكافية لتصرح بذلك .