نشر موقع الوطن مقال للدكتور محمود خليل تحت عنوان ( بلدي أوي يا حسين ) .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- أغنية ( تعدادنا مستقبلنا ) التي تغنّى بها مجموعة من الأطفال والشباب عبر البث التليفزيوني للدورة الثالثة لمؤتمر الشباب يبقى أن هناك أساليب وطرقاً مجربة فى معالجة مشكلات لم تجد فى حلها شيئاً، وبالتالي يبدو الاعتماد عليها من جديد أمراً مثيراً للتعجّب ، هل مشكلة الانفجار السكاني التي تُلمح إليها الأغنية يمكن أن تُحل بهذه الطريقة؟ أرجو ألا يُفهم من ذلك أنني أُقلل من خطورة مشكلة الانفجار السكاني ، لكنني أتحفّظ على طريقة فهمها وأسلوب التعامل معها ، نحن أمام مشكلة معقّدة الأسباب، فوراءها تكمن ثقافة اجتماعية ، وفقه ديني ، وظروف اقتصادية ، وعادات أسرية ، تفرض على من يتصدى لها درجة أكبر من العمق فى التفكير ، وإبداع أكبر فى التماس وسائل حلها ، خصوصاً إذا كان سياق توظيف أغنية ( تعدادنا مستقبلنا ) مؤتمراً شبابياً شعاره ( ابدع .. انطلق ) .
- لعلك تذكر أن الرئيس الأسبق ” مبارك ” لم يكن يفوت مناسبة ، وإلا ويعاير فيها المصريين بزيادة الإنجاب ، ويتحجّج بها فى سياق تفسير عجز البلاد عن النمو ، وعجز السلطة عن حل مشكلات الشعب ، التعامل بالأسلوب ذاته يعنى أن السلطة الحالية تتعامل مع هذا الملف بمنطق ( تجريب المتجرب ) ، وأخشى أن أقول إن هذه الطريقة فى التفكير والأداء تؤشر إلى أنها لا تريد حل المشكلة ، بل تبغى الاحتفاظ بها ، فماذا يعنى إعادة استخدام العلاج الفاشل نفسه فى علاج مرض ، سوى الرغبة فى استمرار الوجيعة ؟ ، تلك الوجيعة التي تُستخدم بعد ذلك كوسيلة لمعايرة الشعب .. هذا الغناء لم يعد يُطرب أحداً ، وابقوا قابلوني فى المهرجان .