أقلام حرة

مقال للكاتبة ” سحر الجعارة “بعنوان ( ثورة يناير المُفترى عليها )

 من أي زاوية يمكن الآن تقييم ثورة 25 يناير ، من زاوية يهيمن عليها ( رجال مبارك ) ويتصدرون المشهد ، أم من زاوية أنها ( خطيئة سياسية ) ويجب التكفير عنها بإعادة الأوضاع كما كانت عليه؟ .. هل يُعيد التاريخ نفسه ويعيد إنتاج قوى الفساد والاستبداد ، وتكريس بقاء ( النخبة الفاسدة ) وشلل ( الإعلام المضلل ) وكتائب ( النضال الإلكتروني ) ، أم أن الشعب قرر أن يصحح أخطاءه في مناخ مختلف تماماً يؤمن بأن ( من لا يملك قوت يومه لا يملك حريته ) ، وأن ( الإرهاب ) قد صادر المزايدات السياسية ، وجعل الشعب هو أقوى حزب سياسي يتحكم في الشارع وفي صندوق الانتخابات ، ويحول معركة الحرية إلى معركة تنمية ؟ 

 معظم من شارك في 25 يناير لم يسأل : وماذا بعد ” مبارك ” ؟ ، ولم يعرف حتى الآن من الذي قتل الشهداء ؟ ، من زوّر الانتخابات الرئاسية لصالح المعزول ” مرسي ” ، ومَن الذي سلّم البلد للإخوان ؟ ، وهل كانت ثورة أم مؤامرة ، هل كانت فعلاً خطة نائب رئيس الجمهورية السابق ” عمر سليمان ” هي تسليم الإخوان للشعب ، أم أن الانفلات الأمني واقتحام السجون وتسلل التنظيمات الإرهابية لمصر أطاح بكل الخطط ؟

اليقين الوحيد الذي نملكه الآن هو أن ثورة 30 يونيو وما أعقبها من سياسات استطاعت تصحيح الأوضاع الأمنية تحديداً ، والحفاظ على مؤسسات الدولة ، رغم وجود خلايا إخوانية وشلل فساد فيها ، ورغم الظرف الإقليمي الذي يضع القوات المسلحة على حدود مفتوحة للحرب ضد الإرهاب .

ثورة يناير لا علاقة لها بنشطاء السبوبة ، ولم تندلع بمؤامرة أجهزة المخابرات العالمية ، إنه جيل لم ينتمِي يوماً لحزب ، وهم أول من سدد فاتورة الديمقراطية والاحتكام للصندوق ، وهم أيضاً صناع 30 يونيو ، لكن أغلبيتهم انسحبوا بعدما أصبحت تصفية رموز يناير وتشويههم واجباً وطنياً ،
( الورد اللي فتح في جناين مصر ) لم يعد يبالي بالدستور المحنط ولا مجلس النواب ولا الانتخابات الرئاسية ، ذبلت رغبته في المشاركة وجلس في مقاعد المتفرجين يتابع ( مؤتمرات الشباب ) ، وينتظر أن تتحقق أحلامه في الحرية والديمقراطية من أعلى قمة السلطة ( من القيادة السياسية ) ، فلننتظر .

زر الذهاب إلى الأعلى