أقلام حرة

مقال للكاتبة كريمة كمال بعنوان ( مجرد كلمات في برقية تهنئة )

نشرت صحيفة المصري اليوم مقال للكاتبة كريمة كمال تحت عنوان ( مجرد كلمات في برقية تهنئة ).. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :

  1. تصدر خبر تهنئة وزير الدفاع الفريق أول ” صدقي صبحي ” للرئيس بـ ( 25 يناير ) ( يسعدني أن أبعث لسيادتكم في ذكرى يوم مجيد من أيام الوطنية المصرية يوم الخامس والعشرين من يناير بأصدق التهاني في الذكرى السادسة لثورة الشعب ) ، وإذا ما كنت قد شاهدت أحد البرامج المحسوبة على وزارة الداخلية المصرية في اليوم السابق لنشر الخبر المفصل أعلاه لكنت قد شعرت بالتناقض الشديد ليس الذي نعيشه نحن بل هذا التناقض الذي يوجد أصلاً في الحكومة ، ففي هذا البرنامج دأب شديد استمر على مدى أعوام سابقة في محاولة إثبات أن هذه الثورة التي يصفها وزير الدفاع في هذه الحكومة بأنها ( ثورة الشعب ) ما هي إلا مؤامرة قام بها بعض العملاء المأجورين من الخارج لهدم الدولة ، وهكذا نحن أمام مشهد عبثي ، فوزارة الدفاع تصف الثورة بأنها ثورة الشعب ، بينما وزارة الداخلية مازالت تقتص من هذا اليوم الذي يبدو أنها لم تخرج من أسره بعد وتحاول ملاحقة من قاموا به أو قادوه باتهامهم بالعمالة بل وحتى الساعات الأخيرة تهددهم بالتسريبات بل وتهاجم كل من يرفض هذه التسريبات أو يدينها وتتوعدهم بالملاحقة .
  2. السؤال هنا هو : ما الذي تعتنقه حقاً هذه الدولة ؟ ولماذا لا يتم التدخل ضد ممارسات الداخلية ضد هذه الثورة عن طريق الأبواق الإعلامية والتسريبات التي نعلم جميعاً ومن قبلنا الدولة أو بمعنى آخر رأس الدولة من الذي يسربها ولماذا ؟ ، وهل هناك اتفاق على أن يأخذ كل طرف الموقف الذي يناسبه من ثورة يناير ؟ لوزارة الدفاع موقف ولوزارة الداخلية موقف آخر ، وكأننا لسنا أمام وزارتين في حكومة واحدة أو كأننا لسنا إزاء دولة واحدة لها موقف واحد أم أننا في الحقيقة أمام دولة تريد أن تمسك العصا من المنتصف وهي في حقيقة الأمر ليست منحازة لموقف واضح ، لكنها تعلن عن موقف بينما تترك الأمور على الأرض لتسير في اتجاه آخر تماماً .. هذا التناقض الصارخ الذي يعلن عن موقف يبدو مؤيداً بينما في الواقع ملاحقة الثورة ورموزها مازالت تجرى على قدم وساق حتى هذه اللحظة ورغم مرور كل تلك السنوات لا يكشف سوى عن شيء واحد وهو أننا لسنا إزاء مواقف حقيقية تجاه هذه الثورة وأنها مجرد كلمات في برقية تهنئة بينما الشيء المؤكد والملموس حقاً هو الاستمرار فيٍ التنكيل بهذه الثورة .

للنص الأصلي اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى