نشر موقع اليوم السابع مقالاً للكاتب أحمد أيوب بعنوان : مرحلة الصيد الثمين فى سيناء ، وجاء كالتالي :
المتابعون للحرب على الإرهاب فى سيناء يمكن أن يرصدوا بوضوح أن هناك متغيرات تحدث على الأرض تبشر بانحسار قريب للتنظيمات الإرهابية، ففى أقل من أسبوع تمكنت قوات إنفاذ القانون من تصفية ما يزيد عن 51 إرهابيا فى منطقة شمال سيناء إضافة إلى أكثر من 118 آخرين تم القبض عليهم مع تدمير عشرات البؤر والأوكار الإرهابية وأبطال مفعول مئات العبوات الناسفة ودوائر التفجير، بجانب ضبط عدد ليس قليل من السيارات والأسلحة والآلات التى يستخدمونها فى تنفيذ عملياتهم.
سقوط هذه الحصيلة الكبيرة فى مدة قصيرة، يؤكد أن هناك تغيرا فى استراتيجية الحرب، وأن قبضة القوات أصبحت أكثر إحكاما وسيطرة على مناطق كثيرة، وفى الغالب أن هذا التغير قد حدث تحديدا بعد ما جرى فى جبل الحلال الذى كان بمثابة الملاذ الأمن للعناصر الإرهابية يهربون إليه عقب كل عملية جبانة يرتكبونها، لكن بعد أن أصبح الجبل تحت سيطرة قوات الجيش التى أغلقته تماما ولم يعد للإرهابيين مكانا فيه، أصبحوا وكأن ظهورهم مكشوفة ومساحات الحركة أمامهم قليلة، وهو ما سهل للقوات مطاردتهم واستكمال خطة تطهير سيناء منهم بوتيرة أسرع.
الوضع الآن فى شمال سيناء، سواء أسلوب تأمين نقاط التفتيش أو الانتشار المدروس للقوات أو حملات المداهمة المخططة بدقة وبمعلومات مؤكدة، كل هذا يؤكد أن القوات تسير بخطوات ثابتة وتعرف كيف تحاصر العناصر والبؤر الإرهابية بذكاء شديد وكيف تضيق الخناق عليهم، فبعد أن أصبحت نسبة تزيد عن 90 بالمائة من جبال سيناء شبه خالية تماما من الإرهابيين وتحت عين القوات المسلحة لم يعد يتبقى أمام هذه العناصر الإجرامية سوى جيوب قليلة فى الجبل إضافة إلى لجوء بعضهم إلى الاختباء بالمدن والقرى الأمر الذى يضع أمام قوات إنفاذ القانون تحديا صعبا وهو كيف يصلوا إلى هؤلاء الإرهابيين دون المساس بمدنى واحد أو إصابة مواطن برىء، وأعتقد أن هذا لم يعد صعبا، فقوات انفاذ القانون وصلت فى حربها ضد الإرهابيين إلى درجة الاحترافية الكاملة.
وإذا كانت العبوات الناسفة هى العدو الأول للقوات الآن، بجانب القلة القليلة من أبناء سيناء المخدوعين والمتوهمين فى فكرة الخلافة التى روجتها لهم قيادات تلك التنظيمات، لكن هذا أيضا لن يستمر طويلا لأن الأرض تتكشف تماما أمام القوات، والمعلومات أصبحت أكثر توافرا وقدرة القوات على الوصول اليها أصبحت أسهل، وربما يؤكد هذا أن عددا ممن تمت تصفيتهم أو القبض عليهم ممن يمكن أن يطلق عليهم ” الصيد الثمين” وأبرزهم أبو أنس الأنصارى مؤسس بيت المقدس فى سيناء والذى اعترفت بمقتله داعش نفسها.
المؤكد أن الشهور القادمة ستكون حاسمة بشكل كبير فى الحصار على الإرهاب وتطهير سيناء بالكامل منه، أو على الأقل إجباره على الدخول إلى الجحور.