نشر موقع صدي البلد مقالاً للكاتب أحمد فرغلي رضوان .. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
- صدق أو لا تصدق مصر التي يتجاوز عدد سكانها الـ (90) مليون نسمة تبحث عن وزير ولا تجد ! ، وعندما تجد الشخصية المناسبة تكون الإجابة برفض المنصب ، وهو الأمر الذي يتكرر في السنوات الأخيرة ووصل لأقصى درجاته في التعديل الأخير والذي جاء (متعثرا) بشكل كبير وذلك بعد فترة طويلة من البحث عن بديل لمن سيتم تغييرهم ، وتردد أنه بسبب كثرة الاعتذارات تم تقليص عدد الحقائب الوزارية المقرر تعديلها ! .
- الرفض أسبابه المعلنة هو إنشغال المرشحين بأعمال أخرى وما إلى ذلك ، أما السبب غير المعلن وهو الأهم ( الخوف من الرأي العام / تعرضهم للمحاسبة ) ، فالرأي العام الآن بات صوته أعلى وأكثر إنتقاداً عبر وسائل التواصل الاجتماعي ( بعبع المسئولين ) ، والتي أصبحت بمثابة صوت الشعب ومحكمته التي يحاسب من خلالها المسئولين ، بل يتخطى الحساب ليصل إلى التوبيخ والتجريح لشخص المسئول على مرأى ومسمع من ملايين المصريين ! ، ولا نجاوز الحقيقة إذا قلنا إن منصب الوزير أصبح الآن غير جاذب على الإطلاق لأي شخص في بر مصر خاصة بعد ما حدث مع بعض المسئولين من محاسبة غير معتادة من أجهزة الدولة الرقابية أوصلت بعضهم لخلف القضبان .
- الأمر بات سيئاً بسبب الخوف المتزايد من جانب الشخصيات التي يتم ترشيحها لمنصب الوزير أو المحافظ وتُقرر الهرب من المسئولية وهو أمر يدفع الدولة لتصبح عاجزة عن التغيير بشكل جذري للمناصب ومن ثم تضطر الدولة لتكرار أسماء قديمة تولت مناصب من قبل وليس لديها مانع من تكرار التجربة وهو أمر غير صحي على الإطلاق ، فالمسئول بعد فترة يستنفذ فكره وجهده في المنصب ومن الصعب أن يتم إعادة تدويره في عدة مناصب ! ، أو تتورط الدولة في اختيار من هم على شاكلة ( عبده مشتاق ) يورط الدولة بالكامل في مشكلات تصل لحد الكوارث في التصريحات والقرارات .
- عدم الاستقرار لفترة مناسبة للوزير لا جدوى منه فهو لن يستطيع تنفيذ فكره لتطوير الوزارة التي يتولاها طالما لا يشعر بالاستقرار في المنصب ، الأمل في إعادة النظر لضوابط آلية عمل ومحاسبة الوزير وربطها بتحقيق أهداف معينة للوزارة في الفترة التي يراها مناسبة.
- لابد من وجود إدارة خاصة داخل كل وزارة تخضع للوزير مباشرة مهمتها الوحيدة والرئيسية ( ابتكار حلول جديدة وسريعة ) لمشاكل هذه الوزارة ويكونوا من الشباب المبدعين في مجال تلك الوزارة ، أزمتنا طوال الوقت هي إيجاد حلول جديدة ومبتكرة لمشكلاتنا الكثيرة .
- أخيراً يبقى الأمل في العثور على شخصيات وطنية مخلصة قادرة على مواجهة الرأي العام وقادرة على العمل بجد وإجتهاد لتطوير أداء الحكومة الحالية ، والتي هي بالطبع في مأزق كبير فهي تأتي في أصعب فترات مصر الأقتصادية وآثارها تطول ملايين المصريين وصوت أنينهم بات مسموعا للجميع من انفلات الأسعار ( همهم الأكبر ) ، وعدم قدرة الحكومة على فرض الرقابة والسيطرة عليها ، وبالطبع المواطنون ينتظرون تحسين أحوالهم من الحكومة في أسرع وقت ممكن .. فهل تستطيع ؟