نشرت صحيفة الأخبار مقالاً للكاتب جلال عارف بعنوان : ( فلتكن البداية الحقيقية للمواجهة الشاملة للإرهاب ) وجاء كالتالي :
واحد من أهم القرارات التي تم الإعلان عنها بعد هجمة الأحد الإرهابية، هو القرار الخاص بتشكيل مجلس قومي لمكافحة الإرهاب والتطرف.
والمجلس -كما نتصوره- لن تكون مهمته كما يتصور البعض هي التنسيق بين الأجهزة الأمنية فهذا موجود ومتحقق من خلال أكثر من شكل من أشكال التنظيم. لكن المجلس الجديد دوره أوسع من ذلك انه ينقل الحرب ضد الإرهاب من معركة مع الأمن وحده، إلي معركة مع الدولة بكل مؤسساتها، ومع المجتمع بكل هيئاته.
المجلس الجديد كما نتصوره، سيكون مسئولا عن وضع السياسات علي مختلف الجبهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لحشد قوي الدولة في معركة المصير، ولتجفيف منابع الإرهاب، ولاستئصال أفكار التطرف.
المجلس الجديد -كما نتصوره- يضم صفوة العقول القادرة علي التعامل مع ظاهرة الإرهاب ومواجهة فكر التطرف، ووضع الاستراتيجية الشاملة لحرب لابد أن نعرف انها ستطول، وأنها لن تقتصر علي المواجهة الأمنية التي تحتاج بدورها لتطور كبير يتناسب مع التضحيات الهائلة التي يقدمها رجال الأمن كان آخرها انقاذنا من كارثة أكبر في حادث الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، لكن القضية أكبر، والحرب علي الإرهاب تعني -بجانب الأمن- حلولا اجتماعية سريعة لمواجهة الفقر والبطالة، وتعني المضي في ضرب الفساد، وتعني المواجهة الأساسية لفكر التطرف بدءا من المدرسة والمسجد، وحتي بث الروح في حياة ثقافية راكدة، وفي حياة سياسية شبه ميتة.
بدون خطة شاملة للمواجهة، وسلطات كاملة للمجلس القومي لمكافحة الإرهاب ليضع الخطة المطلوبة ويشرف علي تنفيذها.. فإن المواجهة ستظل ملقاة علي عاتق الأمن، والمناشدات ستظل كما هي لتجديد »الخطاب الديني» دون نتيجة.. وهو وضع لا يمكن القبول باستمراره.
لا يمكن ان تبقي حربنا ملقاة علي أكتاف الأمن فقط.. بينما أفكار التطرف تزرع في عقول أطفالنا، ومعامل تفريخ الإرهاب تعمل بكل نشاط، وفتاوي بث الكراهية لا تنقطع.
فليكن إنشاء المجلس القومي الجديد لمكافحة الإرهاب والتطرف بداية للمواجهة الجادة والحرب الشاملة التي لابد منها. ولتسلم مصر »المحروسة» برعاية الله ووحدة شعبها.