أقلام حرة

مقال للكاتب حسن الرشيدي بعنوان : ( خواطر طائرة )

نشرت صحيفة الجمهورية مقالاً للكاتب حسن الرشيدي بعنوان : ( خواطر طائرة ) ، وجاء كالتالي :

انخفض نصيب المواطن من اللحوم الحمراء لحوالي 7 كيلوجرامات سنويا.. بمعدل 18 جراما يوميا.. بينما يبلغ متوسط نصيب الفرد عالميا 24 جراما.. وفقا لتقرير وزارة الزراعة.. فنصيب المواطن المصري من اللحوم أقل من المتوسط العالمي..

ليس غريبا.. ان ينخفض نصيب المواطن المصري من اللحوم الحمراء.. في ظل ارتفاع أسعار اللحوم.. بل أسعار كافة السلع المحلية والمستوردة.

المواطن الفقير أو محدود الدخل لم يعد في استطاعته ان يشتري اللحوم الحمراء التي ارتفعت أسعارها بصورة كبيرة.. بل انه لم يستطع أيضا ان يشتري الفراخ أو الأسماك.. الا قليلا.. حتي يستطيع البقاء في الحياة.. فالزيادة في المرتب التي يتقاضاها الموظف أو العامل لا تواكب الزيادة الكبيرة في أسعار السلع الضرورية اللازمة لاستمراره في الدنيا فهو يأكل ليعيش.. ولم تعد لديه القدرة علي تحقيق حلمه في الحصول علي كيلو لحم.. أو فرخة أو حمامة.. الا عند الضرورة.

فالمعيشة أصبحت صعبة للغاية.. ليست علي الفقراء فحسب وانما علي الطبقة المتوسطة التي تضم معظم الفئات والعناصر المؤثرة في المجتمع والتي تشكل وعي ووجدان الشعب.

الناس تريد ان تشعر بالتحسن في أحوالها المعيشية.. خاصة انها تسمع كل يوم تصريحات للوزراء والمسئولين حول الاصلاح الاقتصادي.. وتصريحات لمحافظ البنك المركزي طارق عامر بارتفاع الاحتياطي من النقد الأجنبي لحوالي 27 مليار دولار.

لم يعد غربيا ان يكون الفول المدمس هو الصديق والمرافق الدائم للمواطن المصري.. بجانب رغيف الخبز الذي تبذل الحكومة قصاري جهدها لتوفيره للمواطن الغلبان وعلي بطاقة التموين.. وفي ظل حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي علي توفير مظلة الحماية الاجتماعية لمحدودي الدخل.. من خلال رفع مخصصات الدعم في الموازنة الجديدة الي 385 مليار جنيه بزيادة 100 مليار جنيه.

المواطن يريد أن يشعر بالتحسن الحقيقي في مستوي معيشته.. وهذا الاحساس لن ينتابه الا اذا وصلته الدجاجة بالسعر المناسب.. وتكون الأسماك في متناول يده.. ولديه القدرة علي عمل طبق سلطة لأسرته.

لا يمكن أن يكون المواطن المصري راضيا.. طالما ان الحصول علي فرخة أو كيلو لحم “حلم” يراوده.. مهما كانت قناعته وسعادته بالاستقرار الأمني.

بصراحة.. المواطن المصري لا يمكن أن يشعر بالسعادة الحقيقية.. الا اذا انتابه الاحساس ببلوغ الحد الأدني من الحياة الكريمة.. وتمتعه وأسرته بالتعليم المناسب والرعاية الصحية الملائمة.. والسكن اللائق.. ولكن كل ذلك لا يمكن تحقيقه الا بزيادة الانتاج.. بالعمل الجاد.. لأن الزيادة في المرتبات اذا لم تقابلها زيادة في الانتاج تتحول الي دخان في الهواء.

لقد أحسست بالوجع والألم الشديد.. عندما قال لي عامل بسيط. انه يفكر في اهداء والدته في عيد الأم “فرخة”!!

ثم قال.. لا تندهش أو تتعجب.. انها أجمل هدية لأمي في هذه الظروف الاقتصادية القاسية.

 

الكاميرات الحديثة.. وفوضي المرور والوقت الضائع!

** الكاميرات التي بدأ تثبيتها علي أكتاف رجال المرور لتوثيق المخالفات.. في بعض المحافظات علي أمل تطبيقها في كافة محافظات مصر.. لاشك انها خطوة مهمة في اطار تحديث منظومة رجال شرطة المرور لضبط الأداء المروري.. ولكن في الحقيقة اذا كانت الأدوات مهمة لتحسين الأداء ورفع كفاءة الخدمات المرورية.. الا انه من المهم للغاية تنظيم العمل المروري في الشوارع.. بصورة جادة وبضمير حي.. لضبط السائقين وبلطجية الميكروباصات والأتوبيسات الذين يتعمدون بفجور اثارة الفوضي في الشوارع.. بالوقوف في الممنوع.. وفي مطالع ومنازل الكباري.. وتقاطعات الطرق.. بشكل استفزازي يؤدي لتعطيل حركة المرور.. في غياب أو حضور رجال المرور.. وهذه الصورة البشعة لا يراها الانسان الا في مصر.

ان الكاميرات مهمة.. ولكن هناك مخالفات واضحة تتطلب التدخل المباشر لرجال المرور لمنع الفوضي وضبط الأداء.. وتسهيل حركة سير السيارات.. لوقف الأموال المهدرة في الوقود الضائع.. والحد من الوقت الضائع.. والجهد المستنزف.

انها رسالة للواء علاء الدجوي مساعد وزير الداخلية للشرطة المتخصصة والذي تتبعه ادارات المرور.. في أنحاء مصر.

 

الأكاذيب السودانية.. والمؤامرات القطرية!

** ماذا تريد الحكومة السودانية من مصر؟!

هل تريد استفزاز مصر بالتواطؤ مع قطر لمحاولة الاضرار بالمصريين وايذائهم؟

رئيس اللجنة الفنية لترسيم الحدود بالسودان عبدالله الصادق أعلن ان وزارة الخارجية دعت وزارات العدل والداخلية ودار الوثائق القومية واللجنة الفنية لترسيم الحدود لتجميع أعمال اللجان السابقة حول حلايب.. ووضع خارطة طريق.. وكيفية اخراج المصريين في المنطقة بالطرق الدبلوماسية.

جاءت هذه التصريحات.. في الوقت الذي قال فيه وزير الاعلام السوداني أحمد بلال عثمان ان الأهرام السودانية أقدم من أهرامات مصر بـ 2000 عام.. وان فرعون موسي الذي ورد ذكره في القرآن الكريم كان سودانيا!!

بالطبع هذه التصريحات السخيفة والاستفزازية جاءت بعد زيارة الشيخة موزة ومسئولين قطريين للسودان.. فاللعبة مكشوفة لاثارة ملف حلب وشلاتين.. واستفزاز مصر التي لا يمكن ان تفرط في شبر واحد من أرضها.

بصراحة.. كلام المسئولين السودان “هراء”.. وحديثهم عن الأهرام السودانية وفرعون موسي.. أكاذيب وكلام فارغ علي رأي عالم الآثار العالمي الدكتور زاهي حواس.. ومصر أقوي وأكبر من الدخول في مهاترات مع السودان بسبب كلام لوزير لا يدرك ولا يعي أبعاد ما يقول.

 

محاصرة الإرهاب في الجو!

** الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تشديد اجراءاتها الأمنية في الجو.. بعد تكثيف وتشديد اجراءاتها الأمنية علي الأرض خاصة مع حاملي جنسيات الدول الاسلامية.

أصدرت الولايات المتحدة مؤخرا قرارا بمنع العديد من الأجهزة الالكترونية والكهربائية علي متن الطائرات التابعة لبعض خطوط الطيران في الشرق الأوسط وافريقيا سواء المتجهة الي أمريكا أو المغادرة منها.. من بين الأجهزة الممنوعة اللاب توب وكاميرات التصوير والألعاب الالكترونية.

الادارة الأمريكية برئاسة ترامب تتخذ كل ما يؤدي أو يساعد علي أعمال الارهاب.. ويغذيها.. في محاولة لمحاصرة الارهابيين.. في الأرض والجو.

 

مصر للطيران.. وضعف القيادات في مواقع مهمة!

** لا يستطيع أحد من العاملين في مجال الطيران المدني.. وشركات الطيران ان يشكك في قدرات وكفاءة صفوت مسلم رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران.. ولكن ما يحدث في بعض الشركات التابعة لمصر للطيران وتكبدها خسائر فادحة بسبب الخلل الاداري.. أو سوء القيادة.. والاهمال.. والفساد لاشك يؤثر سلبا علي أداء مصر للطيران والاساءة اليها.. ويشكل عقبة أمام المحال التطوير أو تحديث اسطول الطائرات بالصورة اللائقة التي تواكب التطور في النقل الجوي.

لا أخوض في التفاصيل.. ولكن الخسائر تعبر عن الموقف والصورة الحقيقية.. لبعض الشركات التابعة.. وهل هناك أفظع من خسائر خلال أشهر معدودة تتجاوز 4 مليارات جنيه.

انني أدرك قدرة وذكاء صفوت مسلم الذي نجح في كل المواقع التي تولاها في الشركة.. ولكن اختيار بعض رؤساء الشركات التابعة لم يكن صائبا وأيضا في بعض الادارات المهمة.. الحساسة.

فهل يتدخل وزير الطيران المدني شريف فتحي في عملية الاختيار أم ان هناك مجاملات في بعض المواقع الهامة؟!

ان الموقف يحتاج لاصلاح لانقاذ شركتنا الوطنية.. وافاقتها.. وتخليصها من عثرتها..

وللحديث بقية.

 

** كلام اعجبني:

النفوس الطيبة لها وجوه طيبة حتي وان لم تكن ملامحها جميلة.. فما يزرع في داخل النفس.. تخرج ثماره في ملامحنا الخارجية.

الصفحة السابقة

زر الذهاب إلى الأعلى