نشرت صحيفة المصري اليوم مقالاً للكاتب حمدي رزق تحت عنوان : ( إلا الدواء يا ريس )
- يصدمنا عضو اللجنة العليا لتسعير الأدوية بوزارة الصحة الدكتور عبد الناصر سنجاب، ، بأن الزيادة المرتقبة فى أسعار الأدوية فى أول فبراير المقبل ستشمل أكثر من 4 آلاف صنف محلى ومستورد.
- لجنة التسعيرة بالوزارة تلقت قوائم الأدوية من الشركات بنسبة 15 فى المائة من الأدوية المحلية، و20 فى المائة من المستورد، ويتم حاليًا حساب سعر الصرف الذى على أساسه سيتم حساب الزيادة الجديدة.
- حتى الدواء دخل على خط سعر الصرف!!، رحمتك يارب، هذا الشعب ضحية، سقط من قعر القفة، كل يقطع من لحمه بالسكين، ذبيحة على موائد اللئام، التسعير شغال فى اللجنة، والخلاف فقط على نسبة الزيادة، ولم يحسب أحد حساب الشعب المريض، الأكل والشرب يحتمل، نأكلها بعيش حاف، ولكن الدواء، صعب كتير، لا يحتمل، البعير هلك!.
- هو مزاد على الشعب، 15 فى المائة، 20 فى المائة، ومين يزود؟، وإشى مستورد، وإشى محلى، وسعر الصرف، لا يا سادة إلا الدواء، ممنوع من الصرف، يمتنع عنه الزيادة، ومن لا ينتج النواقص تسحب منه التراخيص، تنتجها مصانع الحكومة، واجبا وطنيا حضور الحكومة فى هذا الملف، ولو بالاستيراد والإنتاج بالأسعار الاجتماعية، أو تحمل الفروق من الموازنة، لا تتركوا هذا الملف يعبث به «تجار الأرنص»، الدواء أمن قومى، المساس بأسعاره الحالية ضرب من الجنون.
- عبد الناصر سنجاب يزف للمرضى عبر اليوم السابع البشرى، مصيبة والله، 15 فى المائة، و20 فى المائة، أين جمعيات حقوق الإنسان، وحقوق المستهلك، والاحتكار، ما يجرى فى سوق الدواء استنادا لسوق الصرف كارثة محققة، الناس تعبت، وإذا كان الأكل والشرب علاجهما التقشف والصيام، كيف نعالج ألماً يعتور مريضاً يترجى الله فى حق النشوق؟.
- أعلم أن النواقص فى سوق الأدوية بلغت حدودا مرعبة، يمتنعون عن الإنتاج ضغطا على الحكومة وإذلالا للمرضى، ورهنا للإرادة السياسية، يساومون على حياة البشر، لا أحد يردعهم، أباطرة، لا يكتفون بالهامش، يتلمظون لدماء المرضى حتى آخر قطرة.
- للأسف لا نستطيع مقاطعة الدواء، المرض مرض ربنا يعافينا، تخيل مريضا بالبهارسيا بيقطم فى الأرض لإيجاد صنف من ثلاثة أدوية ناقصة فى السوق، أن تضطر اضطرارا لطلب دواء «أنكور 10» من صديق لصديق، وهو ناقص فى السوق، هذه تجارب شخصية مريرة، من استطاع توفير دواء «فيروس سى» بأسعار زهيدة يستطيع توفير البقية بأسعار فى متناول المرضى.
- هو ليه الشعب الحيطة الواطية؟، وكله بيحط عليه، علشان شعب محترم محافظ على العهد صابر على المحنة، متفهم الظرف القاسى، لا يقبل المساس بأغلى اسم فى الوجود؟، لن نصبر على طعام واحد، واتحسب تماماً من تبعات هذه الزيادات التى يبشرنا بها الأخ سحلب ولجنته الموقرة.
- ياريس، طالبتنا بالصبر، وها نحن صابرون محتسبون، ولكن الدواء ياريس، حتى الدواء ياريس، أتسكت على هذا؟، المرضى فى قعور البيوت لا يجدون الدواء، يتألمون فى صمت، وتجار الأرنص شغالين سلخ فى الضحية، يزايدون على الحق فى الدواء، هل تتحمل دعاء المرضى؟، بالله عليك استخدم سلطاتك، وأوقف هذا المزاد، إذا لم تتدخل الدولة فى تيسير الحق فى الدواء متى تتدخل؟، أستغيث بكم من هؤلاء اللذين بيتاجروا فى المرضى.