أقلام حرة

مقال للكاتب حمدي رزق بعنوان : ( ليت الرئيس يتكلم )

نشرت صحيفة المصري اليوم مقالاً للكاتب حمدي رزق بعنوان : ( ليت الرئيس يتكلم )

 بلى ولكن ليطمئن قلبى، أتمنى على الرئيس أن يخصص كلمته المقبلة فى المناسبة المقبلة وأرجوها قريبة، فقط عن العلاقات المصرية / الإسرائيلية وتقاطعاتها الإقليمية والعالمية، ويضع النقاط فوق الحروف الشائهة بفعل التغولات الإعلامية الإسرائيلية والأمريكية فى الفضاء السياسى المصرى، والتى بلغت آفاقاً مقلقة وإشارات وتلميحات مزعجة، تؤشر أنَّ وراء الأَكَمَة ما وراءها، وهذا يحتاج إلى توقف وبيان رئاسى واضح جلى لا شية سياسية فيه.

أقول قولى هذا بعد أن استحلت منابر إعلامية إسرائيلية الصمت المصرى، وتبارت فى نشر تقارير ومقالات وأخبار عن لقاءات سرية ووعود وأفكار وضغوط وتضاغطات أمريكية / إسرائيلية تستأسد على الحق العربى فى الأراضى المحتلة وتتجاوزها إلى الحديث عن ترتيبات لحل القضية الفلسطينية على حساب الأراضى المصرية فى سيناء، دون رادع مصرى يمنع الافتئات والافتراء والاجتراء الذى تطرب لسماعه القنوات الإخوانية المعادية، وتمضغه كالعلكة ذيول الجماعة داخلياً، فى اتهام بالتفريط تصريحاً أو تلميحاً.

لا أناقش هنا خونةَ إخوان يسيرون كالقطيع وراء تسريبات إسرائيلية يزدردونها كالعلف، من خان يخون ويخون، ومن شرع فى بيع الأرض والعرض سابقاً يتخيل أن الكل خان ويخون ويبيع، ومن لم يحارب يوماً، ووقع هدنة وصمت المقاومة بالإرهاب، يتعمد إشانة سمعة المقاتلين ويلوث تضحيات الشهداء فى سيناء، الإخوان مفطرون على الخيانة.

الصخب الذى أحدثته التسريبات الإسرائيلية الأخيرة فى شأن القضية الفلسطينية واستهداف الرئيس السيسى شخصياً، لن يوقفه بيان رئاسى مقتضب صدر أخيرا متأخرا، الأمر جد خطير، هناك مخطط إخوانى لتخوين القيادة السياسية ومن أول يوم، واتهامها بالتفريط، تأسيساً على متوالية تسريبات إسرائيلية قذرة، فى محاولة يائسة لاتهام القيادة السياسية بما ثبت فى حق رئيسهم المعزول الذى يحاكم بتهمة الخيانة العظمى.

الإحالات الى الصحافة الإسرائيلية الناطقة بالعبرية والتى تحفل بها مقالات الخونة الإخوان داخليا وخارجيا، وتطنطن بها مواقعهم الإخبارية، وقنواتهم الفضائية، تستلزم حديثاً ضافياً وصريحاً ومحدداً من الرئيس ليس رداً على الإسرائيليين والأمريكان وبالتبعية الرد على الإخوان والتابعين، هذا توضيح وشرح وتبسيط للمصريين، وكما يخاطبهم الرئيس وينادى عليهم «يا مصريين» عليه أن يسمعهم ما تطمئن إليه قلوبهم، ويوثق المستقر فى أعماقهم، ويمحق الباطل الذى يروجه باعة الوهم فى الشوارع والحارات والمنتديات الفيسبوكية، والمتواتر على تويتر.

لماذا نطلب من الرئيس أن يتكلم إلى الشعب فى هذه القضية المزعجة وطنياً، ولماذا نشق عليه بالإفصاح على الأقل بخطوط عريضة واضحة حيال المواقف المصرية الراهنة فى شأن القضية الفلسطينية، وعملية السلام، والدولة الفلسطينية المرتجاة، وقبل لقائه المنتظر مع الرئيس الأمريكى ترامب القادم إلى لخبطة الخريطة بفعل تصريحاته ووعوده وتغريداته وتتويتاته.

لأن هناك إحساسا عاما بأن هناك طبخة أمريكية / إسرائيلية تنضج على نار هادئة، وإيحاءات إسرائيلية أن هناك أيادى عربية فى الإناء الآن، وخصت القاهرة وعمان، ولم يبدد سحب الشكوك الشائكة ما صدر من تطمينات سياسية عقب لقاء القمة المصرية / الأردنية الأخير.

إذا تكلم الرئيس فى هذا الشأن، يقيناً سيبدد سحب الغموض التى تنشط فى غيمتها الفيروسات الإخوانية المتوطنة فى الميديا، ويحصّن الشارع المصرى ضد هذه الدعايات الضارة سياسياً، وكما كان صريحاً لأقصى الحدود فى سياقات سياسية واقتصادية سابقة وصدقه الشعب، فليصدقنا القول هذه المرة أيضاً، والسطور أعلاه ثقة فى مقاتل مصرى لم يفرط فى أرض ولا عرض، ثقة فيمن رفض بيع الغالى بالرخيص، اشترى رضا المصريين.

زر الذهاب إلى الأعلى