أقلام حرة

مقال للكاتب ” حمدي رزق ” بعنوان ( من قلبه وروحه مصرى.. )

الكرم الحقيقى هو أن تفعل فعلًا محمودًا لشخص لن يعرف أبدًا بما فعلته. بالضبط هذا هو نجمنا الدولى «محمد صلاح»، لم نعرف بتبرعه بأسطوانات أكسجين فى مسقط رأسه بـ«نجريج»، من أجل مساعدة المُصابين بفيروس كورونا، إلا من صحيفة «ميرور» البريطانية، صلاح تبرع بـ٣٠ ألف جنيه إسترلينى لبناء محطة الإسعاف التى تخدم الآن عشرات الآلاف من الأشخاص قبلًا، ومدها بالأكسجين أخيرًا.

صلاح كعادته لا يعلن عن تبرعاته مطلقًا، ولا يفصح عن أعماله الخيرية، تبرعاته لوجه الله، لا نريد منكم جزاء ولا شكورًا، صلاح لا ينتظر شارة ولا إشادة ولا تريند على تويتر.

أبن أبيه، شبعان على طبلية أبيه، العم صلاح غالى، الغالى علينا يلعب فى «ليفربول» وروحه فى «نجريج».. روحه هنا:

من صغره وصغر سنه

عارف معنى إنه

من قلبه وروحه مصرى

والنيل جواه بيسرى.. (من مقدمة مسلسل بكار).

وردة الياسمين المصرية، يفوح عطرًا، نجومية صلاح عطاء من الله، ويحمد الله كثيرًا، سجود صلاح شكر على النعمة، وابتسامته رضا، وقناعة، وكلما غلقت الأبواب فُتحت بدعاء الطيبين فى نجريج والمحروسة جميعًا.

أزمة الأكسجين الأخيرة فى مستشفيات الغربية لفتت نظر صلاح فى لندن، فنفر إلى نجدة أهله وناسه، وبين ظهرانينا كثرة من النجوم الميسورين ولكن بخلاء على الناس، يضنون بما أفاء الله عليهم، ولا يهرعون لنجدة ضحايا الجائحة، بل ويتباهون بالطائرات والسيارات آخر الموديلات، فى مشاهد استفزازية، القدور فى قعور البيوت تغلى بماء قراح.. والأثرياء، إلا من رحم ربى، عنهم غافلون.

اللقب الذى ينقص محمد صلاح هو «القلب الكبير»، يناله عن جدارة واستحقاق، فلم يكتفِ صلاح بأن يكون فرحة المصريين، بل اتسع قلبه كثيرًا لأحلامهم، صلاح يتربع على قلوب الكبار والصغار، بل يتربع بسطاء المصريين فى قلبه، لا يغادرونه أبدًا.. لو أعلن صلاح عن خيريته.. ولكنه كريم كرمًا حقيقيًا، والكرم الحقيقى هو أن تفعل فعلًا محمودًا لشخص لن يعرف أبدًا بما فعلته.

لمسات صلاح الحانية ليست كروية فحسب بل إنسانية تمامًا، وأعلم أن صلاح لا يستملح حكى التبرعات والهبات والمساعدات، لا يتأخر أبدا، تليفون من عم صلاح غالى، فورًا وبلا تأخير.. حكيًا بمناسبة تقرير صحيفة «ميرور» البريطانية ننوه بنموذج عظيم العطاء، وعندما وصفناه قبلًا بالملهم، والقلب الكبير، لم نبالغ فى الوصف، عطاء صلاح متصل عبر جمعيته الخيرية فى نجريج (تأسست عام ٢٠١٧) دون إفصاح أو إعلان، ولكن كرمه يلفت نظر الإنجليز، يلقبونه بـ«الساحر مو» ولمساته لمسات ساحر يلفت الأنظار.

زر الذهاب إلى الأعلى