نشر موقع المصري اليوم مقالاً للكاتب ” سعيد الثني ” .. وفيما يلي أبرز ما يتضمنه :
- الهجوم على الإعلام وانتقاده يكاد يكون بنداً شبه ثابت في خُطب الرئيس ” السيسي ” ومداخلاته وأحاديثه الصحفية والتلفزيونية وهو يعلن حالة الطوارئ مُعرباً عن غضبه لتكرار البث التلفزيوني لمشاهد حادثي العدوان الآثم على كنيستي ( طنطا / الإسكندرية ) بالتفجيرات ، فمثل هذا الهجوم والنقد من الرئيس لا يجوز فهو على رأس الدولة ، وكل كلمة منه لها تأثيراتها وانعكاساتها ونتائجها وتوابعها الثقيلة أحياناً.
- في بلادنا العربية حين يُعرب الحاكم رئيساً كان أو ملكاً ، عن غضبه واستيائه من شخص أو هيئة أو فئة من المجتمع تنقلب الدنيا يتطوع الجميع إلا نادراً تطبيلاً ورقصاً ونفاقاً وتملُّقاً وتقرُّباً للحاكم ، بأن يمطروا ( المغضوب عليه ) بالسباب واللعنات ، ويعلقوا في رقبته كل البلايا والمشكلات ، ويرموه بالخيانة والعمالة ، والتآمر لحساب الأعداء وأهل الشر .
- لم يكن غريباً أن يسارع رئيس مجلس النواب ” علي عبد العال ” المُتربص بالإعلاميين والصحفيين، المُطارد لهم بالبلاغات ، فور موافقة البرلمان على إعلان حالة الطوارئ ، موجهاً إنذاراً شديد اللهجة إلى ( الصحافة والإعلام ) بأن قانون الطوارئ سيطبق عليهم ، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ، كأنه يريد إيصال رسالة للعاملين بها بأن الطوارئ مُعلنة خصيصاً للتضييق عليهم في ممارساتهم المهنية ، ومهامهم الإعلامية ، وتقييداً لحرية التعبير ، ولو على صفحات فيس بوك وتويتر ، بينما المعلوم أنها لمواجهة الإرهاب الذي ينتشر ويتمدد بالبلاد بعد أن كان محصوراً في شمال سيناء ، الخاضعة للطوارئ منذ نحو عام
- إن الدولة تمتلك عشرات القنوات الفضائية والإصدارات الصحفية والمحطات الإذاعية وتتحكم فيها ، وفيما تنشره وتبثه ، وتسيطر تماماً على الفضائيات الخاصة وبرامجها ، وهذا كله من خلال أجهزتها المعنية (غير المرئية) ، والتي تُحدِّد لغالبية برامج التوك شو أجندة الموضوعات التي تتناولها ، وربما الضيوف المسموح بظهورهم والمحظورين .. إن الإعلام ليس هو مُفّجِر الكنائس ، ولا هو سبب قصور الخطط الأمنية وعدم تحديثها ، لمجابهة التغيرات النوعية في الأعمال الإرهابية الداعشية ، كما أنه ليس وراء الغضب الجماهيري من الأداء الحكومي السيئ ، فالواقع المرير الذي يعيشه المواطن أصدق أنباءً من كل الفضائيات والصحف رغم التطبيل وتزيين الحال المعيشي المتردي .