أقلام حرة

مقال للكاتب سعيد السني بعنوان : ( البرلمان الأخرس .. وشيطنة الصحافة .. والعدو الغلط )

نشرت صحيفة المصري اليوم مقالاً للكاتب ” سعيد السني ” ، جاء فيه الآتي :

  1. إصرار البرلمان على إحالة الزميل ” إبراهيم عيسى ” رئيس تحرير جريدة المقال إلى النيابة العامة ، وما تلاه من إخلاء سبيله إنما يكشف عن رغبة دفينة في مصادرة الهامش المحدود المتاح من حرية التعبير ، تخطياً لنصوص الدستور ، والمواثيق الحقوقية .. هذا المسلك البرلماني المُعادي للديمقراطية ، وحرية التعبير ، مُكمِل ومساند للحملات الهجومية النشطة على «الصحافة» ، مهنةً ، ونقابةً ، وصحفيين ، منذ شهر مايو الماضي ، الذي شهدت بدايته عملية اقتحام وزارة الداخلية لمقر نقابة الصحفيين ، بالمخالفة للقانون .. بما يؤشر على أن البرلمان ، هو الآخر ، مساير لحملة شيطنة «الصحافة» واتخاذها عدواً له . 
  2. البرلمان قد اكتفى لنوابه بـ «الأُبهة» والمكافآت ، و«بدلات حضور الجلسات واللجان» ، التي يتم صرفها للعضو حتى ولو لم يحضر، الأمر الذي تُمسِك به شُبهة التفريط بالمال العام، وغيرها من صور الإسراف والتبذير ، والسيارات فائقة الفخامة ، والمزايا الترفيهية والعينية إلى درجة تحميل موازنة المجلس لنفقات انتظار سيارات النواب بجراج التحرير ، فضلا عن الاستثناءات المحجوزة للأعضاء «المَرضي عنهم» ، في قبول أبنائهم وأقاربهم بكلية الشرطة ومثيلاتها ، والوظائف المتميزة .. بينما لا تمل السلطات قراراتها المؤلمة التي اشعلت أسعار كل السلع والخدمات ، بمباركة «البرلمان» ، وتمريره لقانون ضريبة القيمة المضافة ، التي زادت نار الأسعار التهاباً .. وهذا بدلا من التصدي للحكومة ومحاسبتها ومراجعة «الاتفاق» الموّقَع مع صندوق النقد الدولي للاقتراض وشروطه .
  3.  ليس بيدنا سوى التذكير بأن «نظرية صناعة العدو» التي يعتمد عليها البرلمان ومن قبله الحكومة ، في اعتبار «الصحافة» ، شيطاناً وعدواً ، هي نظرية خاسرة وفاسدة ، ومهجورة ، فهي وإن كانت صالحة لفترات قصيرة ، فإن هناك إجماعاً بين الخبراء والفلاسفة على أن أضرارها بأكثر من منافعها ، إذ هي في المقابل تحشد الأعداء والخصوم ، وتشيع الاستقطاب والكراهية في المجتمع .. فليراجع البرلمان والحكومة أنفسهم قبل فوات الأوان .. فالمؤكد أن «الصحافة» هي العدو الغلط .
زر الذهاب إلى الأعلى